إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الواجبات قبل الحقوق

بسم الله الرحمن الرحيم
((رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ..))
صدق الله العظيم


مقدمة


نحب أن نقرر في مستهل هذا المنشور، أن الإسلام في محتواه الإنسانى – كما يدعو اليه الجمهوريون – يقوم على المساواة الكاملة، بين الرجال والنساء، بل ان التشريع الإسلامى في هذا المستوى، قد وظف كله من أجل إنجاب الفرد البشرى، الحر من رجل، أو إمرأة..
ونحب أن نقرر أيضا أن حرية المرأة في الإسلام حق، يقابله واجب، هو حسن التصرف في الحرية، ومن ههنا، فإن نهوض المرأة بمسئوليتها في كفاءة، واقتدار، هو الطريق الوحيد المؤدي بالمرأة، ومن ورائها الإنسانية جمعاء، الى باحات الحرية، والى منازل الشرف والكرامة..
إن مساواة النساء، بالرجال، أمر لا يمنح بواسطة القوانين، وإنما ينتزع بفضل الله، ثم بفضل الفكر الأصيل الذى يستطيع إبراز كمالات المرأة العقلية، والأخلاقية، ثم تجىء القوانين بعد ذلك لتقعّد، وتبوّب، هذه القيم الجديدة، وتعطيها صفة الشرعية والإلزام، لكل هذه الإعتبارات فإننا نركز تركيزا شديدا، على ضرورة نهوض النساء بقضيتهن، بوعي وصلابة.. غير هذا، فان الحديث عن حقوق المرأة، ضرب من ضروب العبث، الذى لا طائل تحته، والذى نراه اليوم، ان منظماتنا النسائية، ظلت تطالب دائما بالحقوق وبالمساواة من غير علم بحقيقة هذه المساواة وبجوهر الحقوق، بصورة عاطفية، فرطت في الوجه الآخر من المسألة، وهو قيام النساء بواجباتهن، التي هى ثمن الحقوق، وإننا إذ ننعى على منظماتنا النسائية، هذا الوضع المؤسف، نحاول في هذا المنشور القصير، وضع خطوط عريضة لتصورنا لواجبات المرأة، والتى لو أخذت بها نساؤنا فإن حقوقهن المتساوية مع الرجال، ستكون أمرا لا مندوحة عنه..