إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الصلاة وسيلة وليست غاية

الصلاة أشرف عمل العبد


((أول ما يقال إن الصلاة هي أشرف عمل العبد، وأنه يجب أن يؤخذ كل ما يتعلق بها مأخذ الجد التام.. فالحضور فيها يجب أن يكون تاماً جهد الطاقة، وأن تكون الطاقة مبذولة باستمرار ليطول الحضور فيها، وانما يكون الحضور فيها قبل الدخول فيها، ومن أجل ذلك شرعت الطهارة الكبرى، أو الصغرى قبلها، مائية كانت، أو ترابية، وقصد منها إعداد القلب ليدخل فيها بحضور.. والنجاسة، في الأصل، ليست نجاسة الأعضاء الحسية بالحدث، وانما هي نجاسة القلب بالغفلة عن الله. وانما جعلت النجاسة الحسية دليلاً عليه)) رسالة الصلاة

((سنة النبي هي سمته الذي لزمه في عاداته وفى عباداته، من لدن بعث وإلى أن لحق بربه وقد أمرنا باتباعه فيه، فقال ((صلوا كما رأيتموني أصلى)).. وصلاته كانت هيئة وحضوراً، فمن أخذ الهيئة، ولم يراقب الحضور فما رأى النبي، كما انه لم يصل، فقد ورد ((رب مصل لم يقم الصلاة)) وكان النبي يفرغ قلبه للصلاة من أي شاغل حتى انه نزع قبال نعله الجديد لذلك، كما نزع قميصه، وكانت صلاته مرقاة ومعراجاً يفزع إليها كلما حزبه أمر يرتاح بها وفيها قرة عينه، وآية إقامة الصلاة ان تنعكس في سيرة المصلى وفى سريرته؛ فتؤثر على جميع معاملاته للناس وعلى أخلاقه)) كتاب طريق محمد
((هذا الكتاب يحاول أن يجعل تحقيق ((رسالة الصلاة)) ممكنا وهو ما من أجله جعل اسمه ((تعلموا كيف تصلّون)).. والصلاة أشرف عمل العبد.. فإنه إذا كانت أعلى العبادات اللفظية هي ((لا إله إلا الله)) فإن أعلى العبادات العملية هي ((الصلاة)).
وكيفية الصلاة غير معلومة لدى الناس بصورة كافية.. وقيمة الصلاة مجهولة عند الناس جهلاً تاماً.. وانما أردنا بهذا الكتاب إلى تبيين الكيفية بصورة جلية، وإلى اظهار القيمة من الصلاة إظهاراً كافياَ يعيد إليها بعض ما تستحق من الكرامة والتفضيل..)) كتاب تعلموا كيف تصلون

بعد صدور الكتب لا عذر لأحد


هذا بعض ما وضحناه عن الصلاة في كتبنا الاساسية والتي نعيد طبعها باستمرار. وبعد صدور هذه الكتب وعرضها على الناس في كل مكان فليس لعاقل عذر في أن يحكم على دعوتنا بالشائعات أو يأخذ أخباره وأحكامه عننا ممن يسمون ((رجال الدين)) الذين عجزوا عن النقاش ومقارعة الحجة بالحجة فهبطوا للخصومة الفاجرة، وأخذوا يروجون الشائعات عنا بصورة بعيدة عن الأمانة، وبعيدة عن الصدق. أما من يحسن الظن بنفسه ويظن أنه متدين، ويرضى عن نفسه، للحد الذي يجعله يتحدث ويطعن في دين الآخرين، فعليه أن يحفظ دينه الذي يدّعيه هذا من الهلكة والخسران. فقد ورد أن كلمة - كفر- التي من قلة ورعنا نحسبها هينة ونقولها لمن يختلف معنا في الرأي، ورد أنها حين تقال لا تقع في الأرض فهي تذهب لمن قيلت فيه، فإن كان يستأهلها تعلقت به، وإن لم يكن يستحقها ترتد إلى قائلها، فتتعلق به، فيصبح كافراً.. وطبيعة علوم القرآن، تجبر من يعرف سعة علوم القرآن، على أن يتواضع وأن يرى جهله، إذ أن القرآن هو كلام الله. والله لم يترك بيانه لناس يحتكرون علمه، وانما قال الله: البيان علىَّ أنا ((فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه)). والذي يريد البيان يطلبه من الله بالتقوى ((واتقوا الله، ويعلمكم الله)). والتقوى تبتدئ من ((فاتقوا الله ما استطعتم)) وتزيد وتزيد إلى أن تتحول إلى ((اتقوا الله حق تقاته)). وأقل شيء في التقوى ألا نتعجل في الحكم على الآخرين، قبل أن نتبين حالهم، وأن نفحص الأخبار التي نسمعها عنهم ونتحرى عن صحتها. وبذلك أمرنا القرآن الكريم ((يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)). كما يجب ألا نستنكر كل غريب فالنبي الكريم قال إن الدين يعود غريباً ((بدا الدين غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء، قالوا من الغرباء يا رسول الله؟ قال في رواية فئة قليلة مهتدية، في فئة كبيرة ضالة)).