إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

المرأة والتديّن

إمرأة اليوم وموقفها من العبادة:


النساء في الوقت دا، ما عارفات أى قيمة للعبادة، عشان كدا، إهمالن ليها واضح.. فالنساء العاديات، بفتكرن، إنو العبادة دي، عمل الرجال براهم.. والمثقفات منهن، بفتكرن، إنو العبادة هي عمل الشيوخ، والسذج، والبسطاء، عشان كدا، ما أدّنّها أى إعتبار، وأنشغلن بالجري، وراء المظاهر الفارغة، وأهتمن بمظهرن، ونسن الجوهر، وكمان بعضهن، خلن العبادة عشان مظهرن، ما يتأثر مثلا: تسريحة الكوافير، أو الشعر المكوى، كثرة الوضوء بتذهب بمظهروا، وطلاء الأظافر "المناكير"، وطلاءات، وألوان، كتيرة تانية، برضو بتتعارض مع الوضوء، فعشان كدا، بدل ما الواحدة تخلى مظهرها، تقوم تخلى العبادة، كأنو شأن العبادة هين في نظرها!!!
وحقو النساء يعرفن إنو الجمال الحقيقى مافى جمال الأجساد لكنه هو كمال العقول والدين والخلق وبرضو حقو يعرفن إنو العبادة مش هي عمل السذج والبسطاء لكنها هي في المكان الأول عمل الأذكياء والمثقفين.

المرأة هي أحوج الناس للعبادة:


من الكلام القلناهو قبيل، وضح إنو المراة، حاملة موروث تقيل، من جهالات، ومخاوف، وخرافات، داخل طبقات نفسها. وبرضو، اكتسبت شيء كتير، بوجودها في المجتمع، وصراعها مع البيئة الحولها، وهي عليها عمل كبير، تعملو، عشان تبرز القيم الأخلاقية فيها.. وزى ما ذكرنا، نحنا بنقدم ليها، منهاج النبى صلى الله عليه وسلم، وبنرفع ليها النبى، كنموذج لنفس بشرية، عملت بمنهاج معين، لغاية ما أتخلصت من كل شىء يشوش عليه، فحققت السلام مع نفسها، ومع الأحياء، والأشياء.. وكانت حياتو، تجسيد للقيم الإنسانية، اللى بنتكلم عنها هسع، وعايزين النساء، يجسدنها، فبدل ما يعرضن نفوسن كمظهر، حقو يتجهن، لتفتيق مواهبن الكامنة في عقولن، وقلوبن، لإبراز القيم الإنسانية فيهن، لأنو الليلة، العلم – القيم – الأخلاق، دي، هي لغة عصرنا دا، مش الشكل الخارجى.. والناس ما يفتكروا، إنو نحنا بنهمل الشكل الخارجى، بس بنقول، حقو يكون عادي، ومعقول، وبالمناسبة، ممكن العبادة، تغنى عن التعب الكتير دا، لأنها بتنغم الداخل، وتنسقه، فبتكون في طمأنينة نفس، وراحة بال، ودا، بنعكس في الشكل الخارجي، وبظهروا جميل..
بعدين في شيء أهم من كدا، هو إنو، العبادة بتشحذ الفكر، وتقوى الذكاء، ودا، بخلي المرأة العابدة، عندها إرادة قوية، يعني حكاية عاطفية البنسمعها كتير عن المرأة، بتتوجه بالفكر، وتكون تصرفاتها كلها حكيمة..
كمان نحنا بنقول، العبادة المجودة بتبرز المرأة العفيفة وبالتالى تكون مسئولة عن أمر نفسها براها، وترفع عنها وصاية الرجال، لأنو نحنا قبيل قلنا، سيطرة الرجال على النساء كانت سببها حرصهم على العفة.. وما حترفع السيطرة دي الاّ في عهد المسئولية، القال ربنا عنه: "كل نفس بما كسبت رهينة".. والعبادة البنقصدها نحنا، هي العبادة البيقودها الفكر، وبتبدأ من تقديم الميامن على المياسر، الكان بيعملها النبى صلى الله عليه وسلم الى إدخال الفكر، في كل عمل، تعمله المرأة السالكة في طريق محمد..