إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

خَمْرُ المَعَانِي

بسم الله الرحمن الرحيم
((فتعالى الله الملك الحق!! ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه وقل رب زدني علما))
صدق الله العظيم


مقدمة


هذا السفر، الذي بين أيدينا، يحوي شرحا لثلاث قصائد من قصائد الصوفية العرفانية، وقد سُجّل موجز من هذا الشرح، مع إنشاد القصائد الثلاث، على شريط تسجيل هو الآن متداول بين الناس، ومعروض للبيع، لمن يشاء ان يستمع الى لون جديد من الانشاد العرفاني، ترتاح له النفس، وتطمئن به، لما تجده فيه من غذاء فكري، ومدد روحي.
اننا ننوي الاستمرار في تسجيل القصائد الصوفية الرفيعة، مصحوبة بشرح مبسط لها، يعين على متابعتها، وتفهم مصطلحاتها، ومعانيها، ويشحذ القارئ لتتطلّع همته الى مدارج السلوك، والتربية الروحية التي نهل، من معينها الصافي، اولئك الرجال العارفون الكُمّل الذين عملوا على نهج السنّة النبوية فزكت نفوسهم، وطابت وسكنت في كنف الله وأخذت تجري على ألسنتهم الدرر التي تطرب لها الآذن، وتشرق بها النفس، وتحيا.
إن هذه الحلقات المسجلة، من الانشاد العرفاني، وشرحه، تشكل مجالس ذكر وفكر، عالية، ومحضورة.. وقد انفتح بها باب جديد لتوصيل المعرفة بالله، والمعرفة بنبيه، والمعرفة بالطريق الموصل، الذي يدعو الناس الى إحياء السنّة، والى بعث الاسلام بها في النفوس، وفي المجتمع.
إن هذا الكتيب الذي نقدمه للقارئ، يرجى له ايضا أن يخدم غرضنا في نشر المعرفة التي دأب الجمهوريون على توصيلها الى أبناء شعبنا الكريم..
لقد عُرف الصوفية بأنهم عشاق الذات الالهية.. يهيمون بها، ويشدو حداتهم بالأسماء التي يكنونها بها.. فاذا سمعتهم يتغنون باسم ليلى، او باسم سلمى، فاعلم أنهم انما الى الذات الإلهية يشيرون..
ان قصائد الصوفية، العارفين بالله، تزخر بالحياة.. حياة الفكر، وحياة الشعور، تلك الحياة التي يصفو فيها الفكر، ويطمئن القلب، ويلين الجسد، بما يغمرها من فيض النور الإلهي وما ينزل عليها من البركات، وما يغشاها من السكينة وهذه هي السعادة التي لا تنفد، ولا يحصّل الانسان منتهاها.. ((لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد))..
ويسرنا ان نقدم للقارئ الكريم، بعد أن قدمنا للمستمع، ثلاث قصائد، من القصائد الصوفية العرفانية التي سبق أن سجلت وأذيعت.. وهذا الذي نقدمه من القصائد العرفانية هو لون جديد من الانشاد..
ونحن الجمهوريين، إذ نقدم هذا اللون الجديد من الإنشاد انما نحب ان تتعلّق قلوب أفراد الشعب بالمحبة الالهية، وتنصقل اذواقهم بها وتسمو نفوسهم، بسمو الكلمة الطيبة، والمعنى الرفيع يشدو به الصوت التقى العامر بالإيمان والمحبة.
ان المنشد عندنا هو ايضا لون جديد من المنشدين.. فهو لا يتخذ الانشاد حرفة، لا!! ولا هو يتخذه هواية لتزجية أوقات الفراغ، وإنما هو سالك في طريق الله، على النهج النبوي القويم.. وهو بالإنشاد انما يسيّر نفسه، ويسيّر غيره، ينعش القلوب، ويحييها، ويوقظ الافكار ويسمو بها.. وهذا بسبيل من غرضنا في دعوة الناس الى الاسلام، التي نعمل بها، وتدعو اليها..