رئيس الجلسة: بسم الله الرحمن الرحيم.. نبدأ هذه الليلة بآيات من الذكر الحكيم يتلوها علينا الأخ الريح أبوإدريس.
الريح أبو إدريس: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ *وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ * فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَايءكِ مُتَّكِئونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ * وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) صدق الله العظيم..
رئيس الجلسة: الإستقلال وقضايا الشعب، عنوان المحاضرة التي ستقدم في هذه الليلة. وفي حقيقة الأمر أن الأستقلال قد نالته بلادنا ليس نتيجة لمجهود ضخم ونتيجة لتضحيات وبذل وفداء، وإنما كان هبة من الله لهذا الشعب، لم يبذل فيه مابذلت الشعوب من الدماء و التضحيات. وكان من نتيجة هذا العمل أن تربعت الأحزاب الطائفية - الواجهات الطائفية التي ساندتها قوى المثقفين في الأحزاب التي تكونت بعد مؤتمر الخريجين. وكان نتيجة لهذا، أن السياسة في بلادنا إتخذت طابعاً معيناً. طابعاً أبعدها من الإتجاه العلمي الموضوعي الذي يسنده في الأساس المثقفون الذين يعرفون حقيقة العلم وحقيقة السياسة. وهذا الوضع الآن وفي هذه الأيام بالذات يعود إلى ما كان عليه في الحركة الوطنية قبل وبعد مؤتمر الخريجين. إذ يلحظ الجميع أن أحزابنا التي كات تدّعي أنها أحزاب قد صرعت القداسة تحت أقدام السياسة. هذه الأحزاب صارت اليوم هي أحزاب طائفية ورجعت إلى حظيرة الطائفية من جديد، مثل الحزب الإتحادي الديمقراطي أو الحزب الوطني الإتحادي، الذي صار أخير الحزب الإتحادي الديمقراطي بعد أن رجع إلى أصله الطائفي مع حزب الشعب الديمقراطي. هذا الوضع اليوم يلاحظ في أن الحماس للقضية الوطنية لم يكن كما يجب أن يكون بعد هذه السنوات.. وقد ظل الحزب الجمهوري منذ بداية الحركة الوطنية يملا الفراغ الفكري وفراغ الحماس في الحركة الوطنية. وهو في هذه الأيام، ومع عودة الصورة من جديد، يملأ هذا الميدان وحده، إذ يقف موقفه الفكري في طرح قضايا الشعب في مستوى فكري مذهبي ومحاولة إيجاد الحلول العملية لها. ونحن في هذه المحاضرة نقدم الأستاذ محمود محمد طه، وهو خير من يحدثكم في هذه المواضيع.