إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

ماذا قال العالم عن الأستاذ محمود؟

بسم الله الرحمن الرحيم
((لقد جئتم شيئاً إداً * تكاد السموات يتفطرن منه ، و تنشق الأرض و تخر الجبال هداً))
صدق الله العظيم


مقــدمة


لقد روع العالم ، و إهتز الضمير الإنساني ، في جميع أقطار هذا الكوكب الفسيح ، من جراء المؤامرة السوداء ، و الجريمة البشعة التي أرتكبت في الخرطوم حيث أغتيل الأستاذ محمود محمد طه ، على يد نميري و بطانته المتدثرة بدثار الشريعة و التصوف .
وكان صدى هذا الحادث كبيراً ، حيث تناولته جميع وسائل الإعلام العالمية ، بالتنديد و الإشمئزاز ، مدينة تلك الجريمة التي لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا ً .. و قد إستنكر العالم كله إهدار نميري لحقوق الإنسان بتلك الصور الهمجية التي تسترت بستار الدين ، و إنتحلت ثوب القانون ، بلا خجل و بلا إحترام لعقول الناس ..
و لقد صادرت حكومة نميري في تلك الأيام كل الصحف و المجلات الأجنبية ذلك بأن تلك الصحف و المجلات قد زخرت بالكتابة حول ذلك الحادث ، مدينة نميري و بطانته .. كل ذلك كان يجري و أجهزة الإعلام السودانية في عمىً عنه ، بل سارت في ركب السلطة الجائرة حيث كانت تطفح بساقط القول و مبتذل الكلم ، عن المفكر الكبير و تلاميذه ، بغير حق ، و بغير صدق..
إن الدور الذي قامت به أجهزة الإعلام العربية و العالمية ، دور كبير و عظيم ، و قد أجمعت هذه الأجهزة الإعلامية على نقاط أساسية هي :
1. أن الجريمة أرتكبت ، و نفذ مقترفوها الإعدام في رجل بلغ السابعة و السبعين من العمر ، مما يتنافى مع القانون.
2. لم تكن هناك محكمة و إنما هي مسرحية خرجت عن كل القواعد القانونية ، و العرفية ، والدينية .
3. أرتكبت الجريمة في حق مفكر مسالم "لم يحمل عصا ، حتى ليتوكأ عليها" طوال حياته !! بل ظل على الدوام نابذاً للعنف ، داعياً لأفكاره بالحكمة و الموعظة الحسنة ، مطالباً بالحوار، و الحرية ، له و لسواه !!
4. كل الذي فعله الأستاذ محمود أنه جهر بكلمة الحق التي أرعبت السلطان الجائر ، فدفعته لتصفية خصمه السياسي تصفية جسدية ، نال بها الأستاذ محمود عز الدنيا ، و شرف الآخرة ، في حين باء نميري ، و بطانته بغضب الله ، و لعنة الشعب الذي ثار ثورة زلزلت عرش نميري ، و أنزلته ممزق النفس ، هائماً على وجهه ، و قد ضاقت به الأرض بما رحبت.