لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

الذكرى السابعة لمهزلة
محكمة الردة

محكمة الردة مرفوضة شكلا وموضوعا: -


كما هو واضح فإن محكمة الردة مرفوضة من حيث إجراءاتها الشكلية.. أما من ناحية الموضوع فهى عندنا مرفوضة بصورة أشد..
وذلك لما يلي:
(1) لا توجد محكمة على الإطلاق تملك صلاحية سلب المواطنين حرية الإعتقاد.. لا!! ولا المحكمة العليا نفسها! وبذلك فإن محكمة الردة تناقض كل القواعد الأصولية في الفقه الدستوري، والذي يقوم على احترام الحقوق الأساسية، بل وعلى تقديسها.
(2) ونحن لا نرفض محكمة الردة لمجرّد مخالفتها للدستور ولكننا إنما نرفضها لأن الدستور يسير مع أصول الدين، والتى قررت الحرية والإسماح (فذّكر إنما أنت مذّكر* لست عليهم بمسيطر) ومن هذا يفهم أن حكم الردة حكم مرحلي مأخوذ من الجهاد بالسيف، والذي قام على فروع القرآن.. إستنادا على هذا الفهم فإن محكمة الردة مخالفة لروح الدين، وجهل بحقيقة العصر..