إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search
الدستور والحقوق الأساسية
نادي أبناء أرض الحجر

الأربعاء ١٩ مارس ١٩٦٩

الجزء الثاني عشر

((١٢))

سائل: بسم الله الرحمن الرحيم. تعرض الأستاذ لبعض النقاط، واستفسر بعض الأخوان عن بعضها، وأود أن أسأل الأستاذ عن بعض المصطلحات التي وردت في كلامه. وسأبدأ من أولها وهو "الحرية" التي ضمنها في كلامه، من ضمن كلامه يجوز إنه مثلاً تكون في حرية، وإستورد ... آ آ أثبت هذا آ آ، طبعاً دا في مفهومه، في مفهوم الأستاذ إنه الآيات بتثبتها مثلا.. ولكن الإسلام لا يريد شيء إسمه حرية، بل إن الإسلام يأتي من الله سبحانه وتعالى إلى الناس ليطبقوه، والله سبحانه وتعالى يقول: "ومن يتعدَّ حدود الله فقد ظلم نفسه" والله سبحانه وتعالى يقول: "ما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا". فالإنسان يجب أن يتقيد بالحكم الإسلامي تقيداً تاماً. وهذا يتعارض مع مفهوم الحرية الذي يوجد الآن. والحرية معناها إنه الإنسان لا يكون له أي حاجز، رغم إنه دا ما موجود طبعاً في العالم، ولكن هم يعني بقدر المستطاع بيعطوا حرية الملكية، الحرية الشخصية، حرية الرأي، يعني ممكن الإنسان مثلاً يملك بما يشاء ولكن الإسلام حدد الملكية، والإسلام حدد الحرية الشخصية، مش حرية هي، امر المسلم أن يتقيد في شخصيته بالتعاليم التي جاء بها الإسلام. بعدين تاني، السؤال التاني هو أن الأستاذ تكلم عن بعض الآيات التي نسخت، فقال إنها، فيما فهمت، نسخت إلى حين، ولكن الأستاذ، أود أن اسأله بأنه مثلاً، الآية المنسوخة، فيما ما فهمت إنها، يستطيع أن يحكم بها، أو حاجة بالشكل ديي، فكيف مثلاً يكون مثلاً آيات الخمرة التي نسخت. ثانياً، تعرض الأستاذ للديمقراطية والاشتراكية فقال إن الإسلام يحتوي على الإثنين أو حاجة بالشكل دا، إدعى الإسلام بأنه مركب من الحاجات دي، ولكن أقول بأن الإسلام دينٌ منه الدولة، ومبدأ فريد، أتى به ...، أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله ليبينه للناس ليعملوا به، وليعتقدوا ولتكون افكارهم ومشاعرهم وأنظمتهم، ليلتئم المجتمع كله، ويتوحد على أساس فكر واحد اللي هو الإسلام، والإسلام هذا مبدأ فريد، لا يساويه، ولا يدانيه اي مبدأ آخر، ولا يمت أي مبدأ آخر إليه، بأي صلة. فالإسلام هذا مبدأً نقياً لا نستطيع أن نسمي المصطلحات الموجودة الآن: الديمقراطية، أو الاشتراكية، فنحن في حل عن أن نسمي الإسلام ببعض هذه الأسماء، لأنه اللغة، الإسلام عنده من المصطلحات ما يستطيع أن يتكلم به الأستاذ، والإسلام لا يريد من إنسان أن يجلب الناس إليه بالعاطفة، أي، بالديمقراطية، أو بالاشتراكية، أو ما يسود عند الناس مثل هذه الأيام من بعض المصطلحات. ولكن الإسلام، هو الإسلام مبدأ نقي صافي يجب أن يدعى إليه هكذا في الإسلام. بعدين الأستاذ برضو، داير أسأله في إنه بيقول الأصالة، ودي فرصة كويسة أنه نسأله من الأصالة دي ذاتها. هو هو، الأستاذ يقول أن، الأستاذ يقول، أو السيد المحاضر يقول أن الأصالة هي أصالة الإنسان بالفرد، ويقول أن الإسلام يدعو إلى الفردية، بينما أن الإسلام يدعو إلى المجتمع الذي يتكون من الأفكار والمشاعر والنظام الواحد. كل الناس، الأفراد هؤلاء يكونون كلهم بفكرٍ ومشاعر ونظام واحد، ويلتئموا كلهم ويحققوا ما يريدونه، ولكن الأستاذ يخلص من الحديث بأنه يعني المسلم يبقى فرد، كل واحد يبقى فرد، كل واحد ح يبقى فرد، دي بتشتت الناس [ضحك وهرج]. بعدين تانياً، إذا كان مثلاً الأصالة، هو يجر الناس للأصالة، فكيف سيكون الجمهوريين، الجمهوريين ديل يقلدوا، يقلدوا المحاضر، الجمهوريين يقلدوا المحاضر لأنهم يسيرون على مبدئه وعلى نظامه، أو على ما يعتقد هو، هم لا يتأصلوا إذن، فكيف يتأصلوا، تاني [هرج] طيب شكراً خلاص، لأنه ما.