إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search
الدستور والحقوق الأساسية
نادي أبناء أرض الحجر

الأربعاء ١٩ مارس ١٩٦٩

الجزء الثالث عشر

((١٣))

الأستاذ: واحد، أنه الجمهوريين ما بيلقدوا إلا النبي، ودا في كتيب هنا، له زمن طويل جداً "طريق محمد، بتقليد محمد تتوحد الأمة ويتجدد دينها". ما في مقَلد، ما في أسوة، قدوة، باب إلا النبي لأنه إسمه قرن بالشهادة "لا إله إلا الله محمداً رسول الله"، دي دعوة الجمهوريين. حكاية إنه الإسلام بدعو إلى الفردية، الناس بتفرقوا قال.. الإسلام بدعو للفردية بآيات نحنا قلناها، ليي الناس يتكلموا عن الدين بالصورة دي، ويدوا نفسهم الحرية في أن يتكلموا، ثم هم ما يفهموه. الإسلام قال "ونرثه ما يقول ويأتينا فردا"، دي مش الفردية، "لقد جئتمونا فرادا كما خلقناكم أول مرة"، "إن كلٌ من في السموات والأرض إلا أتي الرحمن عبدا، لقد أحصاهم وعدهم عدا، وكلهم آتية يوم القيامة فردا". أها الأفراد ديل ما بتفرقوا، لأنهم عقولهم كبيرة، مش عقولهم صغيرة. الناس لو كان عقولهم كبرت، ما في داعي لأن يتعادوا. الناس لو عقولهم كبرت بفهموا، بكونوا فعلاً قريبين، قلوبهم على بعض وعقولهم على بعض. الناس بتفرقوا لما بيفهم الحقايق كل واحد بي جانبه، يتنازعوا "كل حزب بما لديهم فرحون"، زي حالتنا الحاضرة. لكن الحقيقة واحدة، لو العقول كبرت وأدركت الحقيقة واحدة ما بتتفرق.
إدراكا للحقيقة، إدراك كل عقل للحقيقة براه، دي فرديته. وكونوا الحقيقة واحدة، ما بتفرقوا لأنه بتجمعهم. ومسألة الناسخ والمنسوخ، اللـ ..، إنت اعترضت عليه، الناسخ والمنسوخ اللي أنت اعترضت عليه، بجي من أنه آيات الخمر ما فيها ناسخ. آيات الخمر مش ناسخ ومنسوخ، متدرجة الأربعة مراحل وصلت للتحريم، تدرج للتحريم.
ودا يفهم منو سر في التشريع ذاته، أنه الخمرة حدها، في التدرج الطويل دا، مش في مستوى الحدود التانية، مثل الزنا والقذف، قطع الطريق والسرقة. نحن عندنا أربعة حدود، يرجعوا لي حدين في الأصل: الزنا والقذف يرجعوا للعرض، والسرقة وقطع الطريق يرجعوا للمال. بعيد منهم، بعدهم بي بعيد يجي مسألة الخمرة، ولذلك ما عندها حد معروف، حد الخمرة كان الشارب يجي، والنبي يقول اضربوه، يضربوه بأطراف الثياب، ويضربوه بالنعلات. في الآخر جوا قدروها قالوا ضرب أربعين. لمن جاء زمن سيدنا عمر، قال لي سيدنا على الناس مردوا على الخمرة لو أحدثنا ليهم شيء أكتر شوية ليردعهم، جلدوه تمانين. أها دا، جاء ذاته من الفهم دا، أنه حد الخمر مش فهم مؤكد اللي زي السرقة وقطع الطريق، زي ما قلنا، ودا جاء من أنه الآيات تدرجت، آيات الخمر ما فيها ناسخ ومنسوخ. ونحنا سقنا آيات الناسخ والمنسوخ. سقناها بصورة محددة، فمواجهتها تكون أفضل، إذا كنت إنت بتناقش عن فهم للموضوع دا، قول الآية الإنتو قلتوها في كدا، ما منسوخة، أو ما ممكن أن تنسخ. حتى نحنا قلنا كلام عام، أنه أفضل ما في القرآن نسخ بما هو دونه، قلنا الآيات الأصلية نسخت بالفرعية.
فيبقى كونها تنبعث لتكون الآيات المنسوخة هي صاحبة الوقت، دا أصل التفكير الإسلامي. ما أفتكر إنه في حاجة كتيرة إنت قلتها، لكن في تخرصات كتيرة وردت في موضوع سؤالك.