لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))
قصائد كتبها بعض الشعراء لتمجيد مواقف الأستاذ محمود محمد طه
الشهيد والزبانية
للشاعر علي عبد القيوم
(قد اخالفك الراي ولكنى على استعداد لكي ادفع حياتى ثمنا لتقول رأيك)
فولتير
باتَ الرجالُ على الخيانةِ والخَنىَ وجعلت قيدَكَ للوفاءِ مقيلاَ
محـمـودُ يلمعُ في عَمايةِ كـوبَرٍ مثلَ الهــلال وضاءَةً ونحُـولا
خـشعت له من كُوبَرٍ أحناوءُها وتسمَّعَت في ليلها ترتـيـلا
(محمد المهدى المجذوب 1947ـ نار المجاذيب)
سيدى
خسْأ المستشار الذى
أصدر الحكم
قبل أن تعقد المحكمة
والقضاة الذين استخاروا
ـ وقيامتهم قائمة ـ
منطق الإفك والجور والمشأمة
والزناة الذين أقاموا
حدود الزنا
ـ في حراستهم ـ عورة
تستبيها الحثالات من عهد لوط وعاد
سيدى
إنهم خسئوا أجمعين
مثلما خسىء الجعفر العنجهى اللعين
الخؤون اللئيم الصفيق الزنيم
الكريه البليد المسىء المشين
الحقود الجهول الركيك الرجيم
الإمام الذى بايعته حشود من (الاخوان المسلمين)
وصفوف طوال بطول السهاد
من ثمود ولوط وعاد
الإمام الذى قد جرى ذكره في البلاد
جاهلا تافها فاسقا فاسدا مجرما
والذى جف ضرع اليانبيع من عاره
واستحال حليب الرضاع دما
سيدى
ها أنا الآن في حضرة الطيف والماء والخضرة الباسقة
فلتسامح يراعى وقد أفحش القول في حضرة مشرقة
ولتسامح ضميرى إذا يجادل فكرك لا يبايعه
ويبايع موقفك السمهرى النبيل
ويبايع فيك وطن
من سهوب وغاب
وزرع وضرع
وطين وجرف ونيل
ويبايع فيك الوفاء الذى
يملأ النهر ماء
والشعر بالرؤية المبدعة
ويبايع فيك جلال الصمود وهيبته الساطعة
ويبايع فيك الحضور الذى يخصب الأرض بالبذرة النافعة
ويبايع وطن
بضراعاته المبدعة
حاشية:
رجل امتطى صهو العاصفة
رجل بايع الجثة الواقفة!
فبمن تستعين البلاد على أمرها
بالشهيد الذى أودع السر في صدرها؟
أم ترى بالزعيم الذى تتفشى جنابته ـ بيعة الطار ـ في طهرها؟