إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

تعلموا كيف تجهزون موتاكم

تشييع الجنازة


تشييع الجنازة إنما يكون بالمشي خلفها، لقول علي بن أبي طالب (فيما يرويه ابن رشد في بداية المجتهد ونهاية المقتصد) ((قدمها بين يديك، واجعلها نصب عينيك، فإنما هي موعظة، وتذكرة وعبرة)) وتمشي النساء في الجنازة مجتمعات، منمازات خلف الرجال، ويجب أن يكون المشيعون على ذكر وفكر طوال مشيهم خلف الجنازة، ويحسن أن يوحدوا حالهم بترديد ذكر الله تعالى، على نحو ما يفعل الاخوان الجمهوريون، تصفية للخواطر الداخلية وتجنبا لما قد ينشأ بين المشيعين من ثرثرة في موقف يقتضي الورع، وجمعية النفس، والذكر والفكر.

صلاة الجنازة


وكما هو معروف وشائع فإن صلاة الجنازة لا تشتمل على ركوع ولا سجود، وفيها يقف الإمام حيال وسط الجنازة إن كانت امرأة، وحيال رأسها إن كانت رجلاً، مستقبلا بها القبلة، وذلك بعد وضع سريرها على قبلة المصلين بحيث تستقبل القبلة بشقها الأيمن.. فعن أبي غالب قال: صليت مع أنس بن مالك على جنازة رجل فقام حيال رأسه، ثم جاءوا بجنازة امرأة من قريش، فقالوا: يا أبا حمزة، صل عليها، فقام حيال وسط السرير، فقال له العلاء بن زياد: هكذا رأيت النبي قام على الجنازة مقامك منها، ومن الرجل مقامك منه؟ قال: نعم. فلما فرغ قال: احفظوا!! (رواه الترمذي وأبو داؤود وأحمد)..
فتكبيراتها أربع، بما فيها تكبيرة الإحرام، وهي تكبيرات جهرية، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم، وكبر عليه أربع تكبيرات (رواه البخاري ومسلم وأبو داؤود والترمذي والنسائي). ولا ترفع اليدين بالتكبير إلا في تكبيرة الإحرام، ففي رواية عن أبي هريرة: كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فرفع يديه في أول تكبيرة، ووضع اليمنى على اليسرى (رواه الترمذي والدارقطني). ويقرأ الإمام بعد كل تكبيرة فاتحة الكتاب سراً، ثم يسلم. قال طلحة بن عبد الله: صليت خلف ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب ((يعني جهراً)) فقال لتعلموا أنها السنة (رواه البخاري وأبو داؤود والترمذي والنسائي). وعند المالكية يقرأ دعاء النبي الكريم المأثور عن أبي هريرة، ولكن صلاة الجنازة بفاتحة الكتاب أدخل في السنة، كما قال ابن عباس. وكما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب) وقد قال بقراءة أم الكتاب الشافعي وأحمد وأبو داؤود.