إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

تعلموا كيف تصلون

هيئة الصلاة


للصلاة حضرتان: حضرة ((الإحرام))، وحضرة ((السلام)).. فأما حضرة الإحرام فهي الصلاة الشرعية المعروفة، لأوقاتها، وكيفياتها.. وهي تبدأ ((بتكبيرة الإحرام))، وتنتهي بإتمام ركعاتها، وترية كانت، أم شفعية، وبالخروج منها بعبارة: ((السلام عليكم)).. وأما حضرة السلام فتبدأ بالخروج من حضرة الإحرام، وتنتهي بإسلامك إلى حضرة الإحرام في الصلاة المقبلة.. وهي، هي المعاملة التي قال عنها النبي: ((الدين المعاملة)).. ولكلتا حضرتي الصلاة آداب، لا تستقيم إلا بها.. والمعنى الشامل لآداب كلتيهما هو الحضور مع الله أثناء أدائهما.. ومن أجل الوفاء بالحضور في حضرة الإحرام فرّغ نفسك لها.. فلا تقبل عليها بوضوءٍ قديم، وأنت تشعر بالحاجة إلى ((بيت الخلاء)).. بل اذهب ((لبيت الخلاء)) فاستبرئ، وجدد وضوءك.. وإذا كنت في حاجة إلى طعام، أو شراب، فابدأ بالطعام، والشراب، حتى تكفي حاجة نفسك، لتقبل على الصلاة، وهي في جمعية، لا تتلفت إلى الطعام، والشراب.. قال المعصوم: ((إذا قدم العشاء، فابدأوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم..)).. وإنما من قلة الفقه يتورط كثير من الناس، الآن، في رمضان، حين يجلسون إلى الفطور، فيتناول أحدهم ((بلحة)) واحدة، ويجرع جرعتين من الماء المطلق، ثم ينهض لصلاة المغرب.. ثم هم، بعد الصلاة، يقبلون على الأكل، والشرب.. فبمثل هذا الصنيع تنقص الصلاة، لأن حاجة النفس إلى الطعام، والشراب وقد صامت عنهما طوال النهار، وهما حاضران أمامها، وتنبعث منهما رائحتهما الشهية، هذه الحاجة تجعل النفس موزعة، كثيرة التلفت، مما ينقص حظها من الحضور.. والفقه يقضي علينا بأن نتفرغ للصلاة بتناول حاجتنا من الطعام، لا أن نتفرغ للطعام بالتخلص من الصلاة.. فإذا قمت إلى الصلاة، بعد ذلك، فاذكر اسم الله، واستقبل القبلة، وباعد بين رجليك قليلا، وانصب قامتك، في غير توتر، ولا شد للعضلات، ولكن حاول أن تسترخي مع انتصاب قامتك.. وأحضر نية الصلاة.. ثم أقم الصلاة.. والإقامة هكذا: ((الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدا رسول الله.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح.. قد قامت الصلاة.. قد قامت الصلاة.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله..))، ثم استحضر نية الصلاة المعينة التي أنت مقبل على أدائها.. ثم ارفع يديك، بحذاء منكبيك، فاتحاً كفيهما، مستقبلاً القبلة بهما، ومستشعراً، بهذه الهيئة، التخلي عن كل شيء.. محاولاً، عند التكبيرة، أن يكون ((الله)) ((أكبر)) شيء في صدرك.. ثم قل: ((الله أكبر)) واهو بيديك.. ثم ضع يمينك على شمالك، فوق قلبك، في حالة قبضك، فلكأنك تحاول استلام قلبك بيديك، لتثبته من الجولان.. و((القبض))، في الصلاة، مرحلي.. و((السدل)) أكمل منه.. ولكن السدل إنما يستقيم للمصلي في حالة الاستواء، والنضج، مما يجعل الحضور ميسراً بغير عناء.. ثم اشرع في القراءة بفاتحة الكتاب، متمهلاً، ومتمكناً، تظهر الحروف، وتظهر الكلمات، وتتفكر، وتتأمل في المعاني.. فإذا قلت: ((غير المغضوب عليهم، ولا الضالين..)).. فقل آمين.. ثم اشرع في قراءة السورة.. فإذا قرأت، مثلا: ((ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا* فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب..)).. فاعلم أن ((كاف)) الخطاب إنما هو لك.. ولا تقل، كما يقول المفسرون، في هذا ((الكاف))، ((ألم نشرح لك صدرك)) يا محمد.. إن المعني، في المقام الأول، هو محمد، من غير أدنى ريب.. فهو أكبر من شُرح صدره.. ولكنك أنت أيضاً معني.. فقد وقع لصدرك شرح على قدر مقامك.. وإذا لم تر نفسك في ((كاف)) الخطاب هذا فستخرج من الصورة، لأنك ستكون طرفاً زائداً.. سيكون المتكلم هو ((الله))، والمخاطب هو ((محمد))، وستكون أنت متفرجاً فقط.. وهذا الوضع لا يعينك على الحضور، بل إنه ليغريك بشرود البال.. فإذا فرغت من قراءة السورة، وأنت تحاول أن تكون في جمعية، فاركع، ممكنا يديك من ركبتيك، ومسويّا ظهرك.. وأهصره قليلاً حتى لا يكون محدودباً، وليكن رأسك في سواء ظهرك، غير منكس، ولا متدل.. وقل، في ركوعك،: ((سبحان ربي العظيم!! سبحان ربي العظيم!! سبحان ربي العظيم!!)).. تقولها في تمهل، وتفكر، وتصور لحالك في انحنائك أمام عظمته.. ثم ارفع من الركوع، في تؤدة، وأناة.. لا تنتر جسمك نتراً، ولا تشد عضلاتك شداً.. حتى تستوي قائماً.. وقل، في قيامك هذا: ((سمع الله لمن حمده.. اللهم، ربنا!! ولك الحمد.. حمداً، كثيراً، طيباً، مباركاً فيه..)) تقولها في تمهل، وفي تؤدة، تبين الحروف، وتوضح الكلمات، وتتذوق المعنى.. ثم اهو للسجود.. ولا تكفكف ثوبك، أثناء ذلك.. وإن كان الثوب لا يريحك فلا تصل فيه.. ولتكن أعضاؤك ساكنة، فلا تحك أجزاء جسدك، كما يفعل كثيرٌ من الناس.. ولا تتثاءب أثناء الصلاة، فإن التثاؤب دليل كسل، وغفلة.. وضع راحتي يديك حذو منكبيك، عندما تكون في هيئة السجود.. ولتكن كفتا يديك مبسوطتين، وأصابعك غير مفرقة.. مستقبلاً برؤوس الأصابع القبلة.. ولا تلصق ذراعيك بالأرض ولا بجنبيك، بل جافهما.. واستقبل برؤوس أصابع رجليك القبلة أيضاً.. ومكّن جبهتك، وأنفك، من موضع سجودك.. ولا تضم ركبتيك، بل أفرجهما، قليلاً.. ثم قل، في سجودك هذا: ((سبحان ربي الأعلى!! سبحان ربي الأعلى!! سبحان ربي الأعلى!!)) تقولها في تؤدة، وطمأنينة.. توضح الحروف، وتبين الكلمات، وتتذوق طعمها، ومعناها، وتستشعر خضوعك، وذلك، وانكسارك، أمام علوه، وعظمته، وقهره.. ثم ارفع من سجودك هذا.. ثم اجلس، مفترشاً قدم رجلك اليسرى، وناصباً قدم رجلك اليمنى، ومستقبلاً برؤوس أصابعها القبلة.. وقل: ((رب اغفر لي!! رب اغفر لي!! رب اغفر لي!!)) تقولها في تؤدة، وأناة، وتضرع.. ثم اسجد، سجدتك الثانية، على نحو ما فعلت بالأولى.. وقل، كما قلت في الأولى: ((سبحان ربي الأعلى!! سبحان ربي الأعلى!! سبحان ربي الأعلى!!)).. واستحضر علوه، وعظمته، كما فعلت في سجدتك الأولى.. ثم ارفع من هذا السجود، واستو جالساً، جلسة خفيفة، تنعقد بها الحركة السابعة من حركات الركعة.. ثم انهض قائماً لركعتك الثانية.. تكبر تكبيرة القيام أثناء قيامك.. ثم افعل بركعتك الثانية مثل ما فعلت بركعتك الأولى.. فإذا جلست، بعد الركعتين، فقدم قدم رجلك اليسرى، وانصب قدم رجلك اليمنى، واجلس على مقعدتك.. واقبض كفك اليمنى، مفرداً سبابتك، وضعها فوق ركبتك اليمنى، وابسط كف يدك اليسرى، وضعها على ركبتك اليسرى، ثم حرك سبابتك اليمنى، مع كلمات التشهد، موكداً التوحيد، بإفراد الأصبع، وبحركته.. ثم خذ في التشهد، قل: ((التحيات لله، والصلوات، والطيبات.. السلام عليك أيها النبي!! ورحمة الله، وبركاته.. السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين.. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله.. اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وآل محمد، كما باركت على إبراهيم، وآل إبراهيم، في العالمين.. إنك حميدٌ مجيد..)).. فإذا كانت صلاتك ثنائية، فسلم، على يمينك، وعلى شمالك.. ولا تمدن كلمة ((السلام)).. ولا تمطط حروفها.. وقل: ((السلام عليكم))، في سرعة، ووضوح، مع مراعاة الطمأنينة، والسكينة.. وإذا كانت صلاتك ثلاثية، أو رباعية، فانهض لإتمامها.. وافعل مثل ما فعلت في الركعتين الأوليين.. غير أنك لا تقرأ السورة، ولا تجهر بقراءتك، في الجهرية.. وفي الصلاة الجهرية لا تعل صوتك كثيراً، لئلا يذهب الصوت العالي بالوقار، وطمأنينة النفس.. ولا تخفضه كثيرا.. وفي الصلاة السرية أسمع نفسك: ((ولا تجهر بصلاتك، ولا تخافت بها، وابتغ بين ذلك سبيلاً..)) ولا تختلف المرأة عن الرجل فيما ذكرنا، من هيئة.. إلا أنها، حين تقف، لا تفرج بين قدميها، وإنما تضمهما.. تضم الكعبين، وتفرج بين المشطين، ليكون ذلك أدعى إلى حفظ توازنها.. وإلا أنها لا تجهر في صلاتها، في الجهرية، إلا ما يسمع القريب منها.. وفي السرية تسمع نفسها.. وإلا في الثياب التي تسترها.. لأنها ما ينبغي أن يظهر منها إلا وجهها، وراحتا يديها، وقدماها.. في حين أن الثياب الساترة للرجل إنما هي، في أدناها، ما يستر من سرته إلى ركبته.. ثم إنك، حين تصلي، يجب أن تتخذ ساتراً لصلاتك، حتى لا يمر الناس بينك وبين قبلتك.. والساتر لا يكفي فيه أن يكون إبريقاً، مثلاً، أو إناءً، وإنما هو يجب أن يكون عالياً، وظاهراً، كالكرسي، مثلاً.. ولا تصل في طريق الناس.. بل من الخير أن تأوي إلى مكان هادئ، ومنحاز عن الناس.. ولا تترك في قبلتك شيئاً غير عادي فيشغل بالك، كالصور، والأقمشة الشديدة التخطيط.. ولا تصل على سجادة ذات صور، وتخطيط كثير، لئلا يوزع بالك.. فمن الخير أن تكون سجادتك بسيطة، عادية، ذات لون واحد بسيط.. وليكن نظرك، أثناء صلاتك، على موضع سجودك.. ولا تغمض عينيك، أثناء الصلاة، فإن العينين تصليان أيضاً.. المقصود وراء كل هذه الحيل هو أن تجد السبيل إلى جمعية نفسك، فلا تتوزع.. فأنت، فلا تدع حيلة إذن تبلغك هذه الجمعية إلا فعلتها.. وكن على ذلك من الحريصين.. لقد ذكرنا، في حديثنا هذا، عن هيئة الصلاة، حركة يهملها الناس دائماً، وهي الجلسة الخفيفة، بين الركعة الوترية، والركعة الشفعية..هذه الجلسة التي تكون بعد الرفع من السجدة الثانية، وقبل القيام إلى الركعة الثانية، أو إلى الركعة الرابعة، في الرباعية.. هذه الجلسة الخفيفة هي التي تنعقد بها الحركة السابعة للركعة.. فإن كل ركعة، من ركعاتنا، ذات سبع حركات.. قيام، وركوع، ورفع من الركوع، وسجود أول، ورفع منه، وسجود ثان، ورفع منه.. وإنما بجلسة الاستراحة هذه تتميز الحركة السابعة للركعة.. وهذه سبع الحركات، إنما تشير إلى أطوار الخلقة السبعة.. قال تعالى: ((ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرارٍ مكين * ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاماً، فكسونا العظام لحما.. ثم أنشأناه خلقا آخر.. فتبارك الله، أحسن الخالقين)).. وقال تعالى: ((إن ربكم الله الذي خلق السموات، والأرض، في ستة أيام، ثم استوى على العرش.. يغشي الليل النهار، يطلبه حثيثاً.. والشمس، والقمر، والنجوم مسخرات بأمره.. ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين)).. فهو قد أشار إلى الحركة ((السابعة)) في الآية الأولى بقوله، جل من قائل: ((ثم أنشأناه خلقاً آخر))، وفي الآية الثانية بقوله: ((ثم استوى على العرش)).. وهذه العبارة عندنا تقابل في التوراة، عند اليهود، قولهم: إن الله استراح في اليوم السابع، بعد أن خلق السموات، والأرض، في ستة أيام.. والفارق، بيننا وبينهم، فارق معرفة، جاء به الفضل الإلهي، ثم حكم الوقت، بالتقدم العرفاني.. فنحن ننزه الله، تبارك وتعالى، من أن يمسه تعب، أو لغوب.. ولكن العبارة، مع فارق الوقت، تعنى بشيء واحد.. ثم إن الصلوات فرضت، لدى المعراج، من فوق السموات السبع.. وفي كل موضع من السموات ملك يمثل حركة من حركات الصلاة السبع.. فملائكة السماء الأولى قيام، يمثلون قيام الصلاة الأول، وهذه عبادتهم.. وملائكة السماء الثانية ركوع، يمثلون حركة الركوع، وهذه عبادتهم.. وملائكة السماء الثالثة يمثلون الرفع من الركوع، وهذه عبادتهم.. وملائكة السماء الرابعة سجود، يمثلون حركة السجود الأول، وهذه عبادتهم.. وملائكة السماء الخامسة يمثلون الرفع من السجود، وهذه عبادتهم.. وملائكة السماء السادسة يمثلون السجود الثاني، وهذه عبادتهم.. وملائكة السماء السابعة يمثلون الرفع من السجود الثاني، في وضع هذه الجلسة الصغيرة، وهذه عبادتهم.. وأجور جميع هؤلاء الملائكة مسخرة للإنسان ليتم بها استنقاذه من الظلام إلى النور، بفضل الله، ثم بفضل هذا العون الملائكي العظيم.. يقول تعالى في ذلك: ((هو الذي يصلي عليكم، وملائكته، ليخرجكم من الظلمات إلى النور.. وكان بالمؤمنين رحيما)).. فأنت، في أثناء حركات صلاتك، ينبغي أن تتذكر هذا الفضل الواسع، وهذه النعمة التي لا تحصى.. ثم إن الصلاة ارتقاء في مراتب النفوس السبع.. وهي، في حقيقتها، إنما فرضت في مرتبة النفس السابعة ـ النفس الكاملة ـ ثم نزل منها السلم إلى مرتبة النفس الأولى ـ النفس الأمارة ـ ليرتقي بها المرتقي، من هذه النفس الأمارة، إلى النفس الكاملة.. ففي مقام النفس الكاملة فرضت صلاة ((الصلة))، وهي صلاة ((الحقيقة)).. ومن هذه تنزل السلم، فجاءت في أدنى درجاته، صلاة ((المعراج))، وهي الصلاة الشرعية.. وقد أخبرنا النبي عن كلتيهما فقال: ((الصلاة صلة بين العبد وربه)).. وقال: ((الصلاة معراج العبد إلى ربه)) ولكنا لم نفهم عنه، كما ينبغي.. وحكم الوقت يطلب إلينا أن نفهم فهماً جديداً، ودقيقاً، هاتين العبارتين، فلا نظل بصلاتنا الشرعية في أول عتبة من عتبات السلم، وإنما نعرج عليها، كما هو مراد الله لنا أن نفعل، لنرقى مراقي النفوس، في القرب منه تعالى.. نرقى من النفس الأمارة، إلى النفس اللوامة، إلى النفس الملهمة، إلى النفس المطمئنة، إلى النفس الراضية، إلى النفس المرضية، إلى النفس الكاملة.. وهذه المراقي تحققها صلاة ((المعراج))، إذا عرجنا بها إلى حيث تتحقق، عند النفس الكاملة، صلاة ((الصلة)).. ونحن لا نستطيع أن نعرج بصلاة ((المعراج)) إلى مقام صلاة ((الصلة)) إلا إذا كان هناك قدر، دائماً، من صلاة ((الصلة)) في صلاة ((المعراج)).. ولا يتم لنا ذلك إلا إذا أحسنا الأداء على نحو مما وصفنا لك هنا.. وفي الحق، فإنه لا تكون صلاة ((المعراج)) صلاة، على الإطلاق، إلا إذا كان فيها هذا القدر من صلاة ((الصلة)) ـــ قل أو كثر ــــ أعني من الحضور مع الله فيها.. هذا هو معنى صلاة ((الصلة)).. ثم إن هذا الحضور يزيد بالتجويد، كل حين، وغايته أن تكون مع الله، كما هو معك، وهيهات!! لقد ذكرنا لك ههنا هيئة واحدة، من هيئات الصلاة.. والمطلوب منك هو أن تكثر من الاطلاع على الحديث النبوي لتجد لنفسك، من هيئات صلاة النبي، هيئة ثانية، وثالثة.. فهيئات صلاته كثر.. فإنك، إن تفعل، فإن هذا خليق أن يعينك على التنويع، وعلى الخروج من الرتابة.. وبالخروج من الرتابة تهش النفس، وتبش، وتنشط.. هذا يكفي هنا فيما يخص حضرة ((الإحرام))..