لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

ألحان و معاني الإنشاد العرفاني
يُمهدان للبعث الديني

الإنشاد والمرأة


لم يعرف التاريخ المرأة كداعية الى الدين، تدعو إليه على قدم المساواة مع الرجل، مشاركة إياه في جميع مواطن الدعوة.. وذلك للإعتبارات التاريخية المتمثلة في تخلف المرأة، وقصورها عن تحمل مسئولية الدعوة الدينية، من جهة، وفي تخلف المجتمع، من جهة أخرى..
واليوم فإنه، بفضل الله ، ثم بفضل التربية الدينية القويمة، والتوعية الدينية الصحيحة الذين أولاهما الأستاذ محمود محمد طه تلميذاته من النساء إستطاعت طلائع المرأة أن تبرز إلى مقام عزها، فتتولى المسئولية الكاملة في الدعوة إلى الدين. فها هي الأخت الجمهورية تحمل الدعوة، وتحمل كتاب الدعوة، الى المواطنين كافة، تدعوهم الى البعث الإسلامي بلسان حالها البادي في سمتها المحتشم، وخلقها القويم، وبلسان مقالها المتمثل في حجتها البالغة، وقولها المقتصد، مما إستطاعت به أن تحرز إحترام المواطنين، وإعجابهم وتقديرهم..
وفي هذا الإطار برزت الأخت الجمهورية كمنشدة للقصيد العرفاني تضمخ معانيه السامقات بصوتها التقي النقي، وتضفي على كلماته وقار العابدات، ولطف القانتات، وتحمله، في إقتدار، ضمن مسئولياتها، كداعية للبعث الإسلامي.. وتشارك الأخت الجمهورية في "الكَوْرَسْ" المصاحب للإنشاد بنصيب وافر.. ولقد إستمع عدد كبير من المواطنين لإنشاد الأخت الجمهورية فأبدوا أحر مظاهر الإعجاب، والإستحسان، وأقبلوا عليه مستزيدين.