لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

تعلموا كيف تجهزون موتاكم

الدفن


وطريقة الدفن المعروفة في السودان هي طريقة السنة، وذلك من حفر المطمورة، وحفر اللحد حيال القبلة منها، ثم وضع الجثمان داخل اللحد، يغطى بثوب التشييع الساتر، راقداً على جنبه الأيمن، مستقبلاً القبلة، ويؤخذ في قفل اللحد بالطين (بالطوب) مع فك الأربطة الثلاثة التي ربطت على الكفن بعد التكفين، وسحب ثوب التشييع في نهاية قفل اللحد، ليبقى الجثمان في لحده، مكفناً.. ثم يهال على المطمورة التراب حتى تدفن، ويبرز القبر قليلاً عن الأرض.. ويقف المشيعون بعض الوقت على القبر بعد الفراغ من الدفن للدعاء للميت والاستغفار له. فعن عثمان قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل!!))

وضع الميت في القبر من قِبَل القبلة


عن جابر قال: رأى ناس في المقبرة ناراً فأتوها، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، وإذا هو يقول ((ناولوني صاحبكم!!)) فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر. (رواه أبو داؤود والترمذي) ولفظه: فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم من قبل القبلة، وقال ((رحمك الله إن كنت لأواهاً، تلاءاً للقرآن)).. عن أبي إسحق قال: أوصى الحارث أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد، فصلى عليه، ثم أدخله القبر من جهة رجلي القبر، وقال هذا من السنة. (رواهما أبو داؤود) فكلا الأمرين سنة وفي ذلك توسعة..