لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

هؤلاء هم الأخوان المسلمون
الجزء الثاني

أسلوب الإثارة والمظاهرات


وأتجه تنظيم الإخوان المسلمين الى تحريك الطلاب، ومن ورائهم عامة المواطنين، عن طريق إثارة العاطفة الدينية، للخروج في مظاهرات تطالب بحل الحزب الشيوعي.. وعن هذه المظاهرات تقول جريدة (الميثاق) في عددها بتاريخ 14/11/1965: (طلاب العاصمة يخرجون في مظاهرات صاخبة تحمل المصاحف!! حل الحزب الشيوعي واجب أساسي وسريع لتأمين الجبهة الوطنية)!! وأصدر الأخوان المسلمون منشورا يتجه، اتجاها واضحا، الى التحريض على الفتنة تحت هذا العنوان المثير: (يا أتباع محمد دافعوا عن رسولكم)!! وقد نشرته (جريدة الميثاق) بتاريخ 14/11/1965، وجاء فيه (أصدرت جبهة الميثاق البيان التالي صباح الجمعة ووزعت منه كميات كبيرة في كل مساجد العاصمة عقب صلاة الجمعة: لقد سقط القناع عن وجه الشيوعيين الكالح فجاهروا بالكفر بمكبرات الصوت، وعلى مسامع المسلمين....) وهكذا إتجه الأخوان المسلمين الى تحريض جمهور المساجد على الفتنة، بإثارة عاطفته الدينية، والإيحاء له بأن عليه أن يعمل لحماية عقيدته المهددة بالخطر الشيوعي!! وذلك عن طريق الخطب، والمنشورات، والضغط على الجمعية التأسيسية حتى يتم حل الحزب الشيوعي!! ومع ذلك يدّعي الأخوان المسلمون أن حل الحزب الشيوعي كان مطلبا جماهيريا!! وبعد التعبئة العامة التي اشتركت فيها، الى جانب الأخوان المسلمين، الأحزاب الطائفية، قام عدد كبير من جماهيرها المعبئة، خصوصا من طائفة الأنصار والأخوان المسلمين، بمحاصرة الجمعية التأسيسية، بصورة غوغائية كان الغرض منها ارهاب النواب ليصوتوا الى جانب حل الحزب الشيوعي.