إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

مفارقة الإخوان المسلمين
للشريعة والدين

الإخوان المسلمون حرب على المسلمين


قال الشيخ حسن البنا، المرشد العام الأول للإخوان المسلمين ومؤسس الدعوة، وهو يوجه أعضاء هذا التنظيم الى ما أسماه (الجهاد العملي) بقوله: (سنتوجه بدعوتنا الى المسئولين من قادة البلد، وزعمائه، ووزرائه، وحكامه، وشيوخه، ونوابه، واحزابه، وسندعوهم إلى مناهجنا، ونضع بين أيديهم برنامجنا) ... ثم مضى ليقول (فان اجابوا الدعوة وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم، وإن لجأوا إلى المواربة، والزوغان، وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة، فنحن حرب على كل زعيم، أو رئيس حزب، أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام، ولا تسير في الطريق لاستعادة حكم الإسلام، ومجد الإسلام، سنعلنها خصومة لا سلم فيها، ولا هوادة معها، وحتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق، وهو خير الفاتحين) ومضى ليقول أيضا (كان ذلك موقفكم ايها الإخوان سلبيا هكذا فيما مضى اما اليوم واما في هذه الخطوة الجديدة فلن يكون كذلك، ستخاصمون هؤلاء جميعا، في الحكم، وخارجه، خصومة شديدة لديدة ان لم يستجيبوا لكم وتتخذوا تعاليم الإسلام منهاجا يسيرون عليه ويعملون له) حتى قال (ايها الإخوان – أعلن لكم هذه الخطوة على صفحات جريدتكم هذه لأول عدد منها، وادعوكم الى الجهاد العملي بعد الدعوة القولية ..) كتاب (مذكرات الدعوة والداعية) بقلم الشيخ حسن البنا – طبعة دار الشباب – صفحة 144.
هذا هو توجيه المرشد العام الأول للإخوان المسلمين الى ما اسماه (الجهاد العملي بعد الدعوة القولية) ...فهو يعتبر ان (دعوتهم) و(مناهجهم) و(برامجهم)، انما هي الإسلام!! فمن عارضها، فقد عارض، عنده، الإسلام!! وسنرى، هنا، مفارقة هذه الدعوة الصريحة للإسلام!! فقد كان لمثل هذا التوجيه السيء أسوأ العواقب على ممارسات هذا التنظيم، في مصر، والسودان ... حيث استباح هذا التنظيم دماء المسلمين، من المسئولين، والمواطنين، في سبيل الوصول الى السلطة، باسم الجهاد...
ففي مصر قام هذا التنظيم باغتيال المستشار أحمد بك الخازندار، ورئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، لوقوفهما ضد التنظيم.. كما قام بمحاولة لاغتيال جمال عبد الناصر... وكان مسئولا عن كثير من أعمال التخريب والإرهاب...
جاء في كتاب (الإخوان والثورة)، الذي سجل فيه حسن العشماوي، وهو من كبار زعماء الإخوان المسلمين بمصر، مذكراته، المتعلقة بتاريخ هذا التنظيم ... (صفحة 32):
(حين شكلت وزارة الرئيس نجيب كان بعض الإخوان المسلمين الذين سبق أن حكم عليهم في قضايا سياسية في العهد الماضي لا يزالون في السجون، وكانت الحكومة لا تمانع في العفو عن جميع الجرائم السياسية السابقة ما عدا جرائم القتل والتخريب، وكان من الإخوان من حكم عليه في مقتل المستشار أحمد الخازندار ورئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، وطلب منى الإخوان ان أتحدث مع عبد الناصر في شأن العفو عن هؤلاء)..
وعن محاولة اغتيال عبد الناصر جاء في صفحة 74: (ومع الصباح علمنا أن الذي أطلق النار هو المرحوم محمود عبد اللطيف، وأنه اعترف بأن محرّضه هو المرحوم هنداوي دوير المحامي بأمبابة. وأنا أعرف محمود عبد اللطيف منذ كان يعمل في معركة قناة السويس عام 1951 واعلم أنه انضم إلى الجهاز السري أيضا، واعرف مهارته في اصابة الهدف بالمسدس على نحو غير طبيعي، ثم أنا اعرف الأستاذ هنداوى دوير ولكن ما كنت اتصور أنه رئيس مسئول بالجهاز السري لأنه رحمه الله عصبي المزاج سريع الانفعال بحيث لا يصح وضعه كمسئول في أى نظام سرى)..