إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

ساووا السودانيين فى الفقر
الى أن يتساووا فى الغنى

بلادنا تشرف على جنى الثمر


إن الخط الثوري، الذى لا خيار لنا فى سواه، والذى نقترح على حكومتنا، وعلى شعبنا – على موظفينا، وعمالنا، وتجارنا – أن يختطوه، إنما هو خط يتطّلب الكثير من تغيير عادات صرفنا، وأساليب معيشتنا، وهو طريق يتطّلب أيضا شد الأحزمة، وأخذ النفوس بالعزائم.. ولكننا، مع ذلك، مطمئنون، بأن هذا الحال لن يطول بنا، ذلك بأن بلادنا توشك أن تدخل عهدا من الرخاء يذهب معه كل عناء فى الحياة اليومية.. فها هى مشاريع التنمية تشرف على مراحل إيتاء أكلها، وها هى الأرض يوشك أن تنبجس منها عيون البترول.. ويومها سيزول كثير من الكرب الذى صبر عليه سواد هذا الشعب الطيب العفيف.

نداءنا للجميع


إن النداء ليوجه لكل فرد من أفراد شعبنا، ليضعوا مصلحة بلادهم العليا فوق مصالحهم الضيقة العاجلة، بل ليعلموا أن مصلحتهم الخاصة، فى الحقيقة، مرتبطة، أشد الإرتباط، بالمصلحة العامة للبلاد.. بل، أكثر من ذلك!! فإنه، حتى كبار التجار، الذين يسهم بعضهم، شعر أو لم يشعر، مع المعارضة بخلق الضائقة التموينية، إنما هم معرّضون، هم وثرواتهم التى يجمعونها على حساب القوت الضرورى لإخوانهم فى الدين، وفى الوطن، وعلى حساب سيادة وأمن البلاد، إنهم معرّضون، هم وما يجمعون للضياع، إذا ما قوّض هذا النظام!! ذلك بأن بلادنا مستهدفة من الطائفية، ومن وراء الطائفية هى مستهدفة من الإستعمار الجديد – من الشيوعية الدولية.. فإذا ما جاءت الطائفية للحكم، فإن الطريق يصبح ممهدا للشيوعية الدولية لتغرز نظامها فى هذه البلاد، ويومها، لا قضى الله ولا قدّر، لا يفقد هؤلاء التجار ثرواتهم، بل قد يفقدون حياتهم أيضا..

بلادنا فى حاجة الى كل عقل ويد


إن بلادنا، فى فقرها هذا، عزيزة بأصالة شعبها، غنية بإمكانات أرضها الثرّة، وسمائها المدرارة، فهى لا تفتقد الاّ جهد، وعرق، بنيها لتصبح، بإذن الله، طليعة للعالم فى كل شىء..
فلا تجوع إذ يجوع الناس، ولا تبتئس إذ يبتئسون، وإنما هى التى يناط بها أن تمسح من على وجوه الحزانى حزنهم، وتزيل عن المستضعفين ضعفهم، وشقاءهم..
بلادنا هذه يجب أن يستشعر بنوها، وبناتها، مسؤوليتهم، فى هذه المرحلة الحاسمة.. وعلى المغتربين بخاصة، أو الذين ينتوون الإغتراب، أو الذين يتمنونه، على هؤلاء أن يعلموا أن مكانهم ها هنا، ولا يليق بهم أن يدعوا بلادهم، ويحرموها من مواهبهم، ليهربوا من تحمل مشقة العيش بها جريا وراء الثروة التى يرجونها من إغترابهم.. إن من لا يعي هذا ويلزمه، فلا أسف على ذهابه، ولا حسرة..