إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الكذب وتحرّى الكذب
عند الأخوان المسلمين

الاتجاه الإسلامي يتنصل عن المسئولية!!


جاء في بيان الاتجاه الإسلامي (اما نحن في هذا المقام فنحب ان نؤكد الاتي: أولا: ان المشاجرات التي تقوم بين طالب وآخر في مختلف الزمان ولشتى الأسباب هي قضايا تنتهي عادة عند مخافر الشرطة ودوائر القضاء ونحن كتنظيم سياسي لا ندعو لها ولا نشعل نارها) انتهى.. ان الاتجاه الإسلامي كتنظيم سياسي يدعو الى المشاجرات ويشعل نارها، وندوة الاتجاه الإسلامي في مساء الثلاثاء 23/10/79 ليست ببعيدة عن الأذهان حيث قال ابن عمر محمد أحمد (ان رؤوسا كثيرة ستتطاير في هذه الجامعة)!! وقال (اننا سوف نعريهم وبعد التعرية الجلد والضرب والقتل)!! وقال داؤد يحى بولاد (اننى أحذر الشيوعيين والمحموديين بالذات فإننا قد أطلقنا سراح أخوتنا)!! هذا هو خط التنظيم كما أعلنه من منبره في ندوته السياسية، ولقد كانت الاعتداءات التي أعقبت هذه التصريحات منظمة، ومرتبة، وجماعية، ويقوم بها كبار قادة التنظيم، وقياديو الاتحادات السابقة، مثل الدرديري محمد أحمد رئيس وحدة الجمعيات بالاتحاد السابق، وفتح الرحمن خليل السكرتير المالي السابق، ومطرف صديق السكرتير العام الأسبق، الذين اشتركوا في الاعتداء الأخير!! فإن جاء الأخوان المسلمون، بعد كل هذا، ليخبرونا ان هذه مشاجرات فردية، وان التنظيم لا يدعو لها، فإن ذلك لا يدل الاّ على تنازل من موقفهم، وتنصل عن مسئوليتهم، املته عليهم المواجهة الصادقة، والإصرار الذي لمسوه عند خصومهم..
والأخوان المسلمون لا يتنصلون عن مسئولية ما دبروا من عنف فحسب، بل يدينونه أيضا!! فإن لم تصدق هذا فأقرأ مرة أخرى قولهم: (ان المبادرة، التي قامت، بها الرابطة الجمهورية وحلفائها من الشيوعيين والبعث يوم أمس تعني لدينا اعلانا للحرب الجماعية المنظمة بين الجهات كأسلوب جديد في ممارسة السياسة في الجامعة ونحن ندين هذا الأسلوب لأنه دعوة للفتنة وافساد في الأرض بغير الحق)!!! ولا يستحي الأخوان المسلمون من ان يقولوا: (ان جماعتنا قادرة على ان تخوض كل معاركها بشرف ورجولة وان تختار الميادين التي تقاتل فيها دون ان تفقد عقلها أو تفرط في حقوق أفرادها) انتهى.. والذي دلت عليه التجارب ان الأخوان المسلمين لا يعرفون شرف المواجهة، ولا رجولتها.. وهم لا يختارون من الميادين الاّ ما كانوا فيه كثرة، وخصومهم قلة، يباغتونهم من حيث لا يشعرون!!
أما قول الاتجاه الإسلامي (اتحاد الطلاب وادارة الجامعة إذا اختاروا طريق التفرج على ما يفعله الجمهوريون والشيوعيون او اعجبهما ذلك فسوف يجدان ان الجامعة ذات يوم كوما من رماد)!! فهو لا يعدو ان يكون ضربا من ضروب الخطابة الجوفاء التي مرد الاتجاه الإسلامي على تشويه أخلاق شبابه بتغذيته بها.. انه كذب بغير ذكاء، وبغير حياء أيضا.. انها طبيعة تنظيم الأخوان المسلمين دائما!!
وبعد كل هذا الكذب المتعمّد، والتزييف الموبق، والتناقض المسف، لا يخجل الاتجاه الإسلامي من ارتداء ثوب الدين ليقول (وانما خصمنا هو الذي يهتف بسقوط الإسلام)!! كل ذلك من أجل تضليل الشعب عن حقيقتهم التي تستغل الدين، أسوأ استغلال، ليصلوا الى كراسى الحكم!! ان خصوم الإسلام، في الحقيقة، والواقع، انما هم الأخوان المسلمون الذين يخونونه ويخونون باسمه الشعب الطيب، ويخونون الله.. ولكن لا ضيّر!! فإن كيدهم سيكون في تضليل، ذلك (وان الله لا يهدي كيد الخائنين..)