لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

تعلموا كيف تجهزون موتاكم!!
الكتاب الثاني

خاتمـــــة


هذا كتاب أردنا به إلى تنوير شعبنا في أمر هو في غاية من الأهمية: ألا وهو شريعة تجهيز الأموات.. إن هذه الشريعة مجهولة جهلا كبيرا من كثير من الناس الذين لا يليق بهم أن يجهلوها، وذلك لمقدرتهم على تحصيلها.. أكثر من أنها مجهولة!! أن الناس لا يلقون لها بالا، ولا يرون عارا في جهلهم بها، هذا مع إنها شريعة يحتاجها كل رب أسرة – يحتاجها من حيث واجبه الديني، وواجبه الاجتماعي، وواجبه الأسري.. هناك المثقفون المدنيون!! هؤلاء يحسنون كثيرا من ألوان المعرفة ولكن إذا مات في أسرتهم ميت لا يكادون يحسنون في أمره أي شيء، ويعتقدون أن جارهم ممن هو أقل منهم في صنوف العلم، وألوان الفهم، يمكن أن يستدعى ليقوم عنهم بهذا الواجب، ثم هم لا يجدون في أنفسهم حرجا من ذلك.. إن في ذلك الصنيع لقسطا كبيرا من قلة المسئولية نحو الأسرة، وقلة المروءة، وقلة الدين..
لقد أضر بالناس كثيرا ما تؤكد في أذهانهم في عهود التخلّف من أن هناك قبيلا من الناس بعينه له تخصص في أمور الدين ممن جرت العادة بتسميتهم (برجال الدين).. فظن سائرنا أن أمورا كثيرة من أمور ديننا إنما هي مسئولية هؤلاء النفر، تناط بهم، وينتظر منهم إحسانها، وإتقانها.. وأما بقية الناس من المتعلمين، ومن غير المتعلمين، فإنما هم لهم في ذلك تبّع وعليهم عالة..
إن هذا كتاب يسير ليكون في منزل كل أسرة من شعبنا، ونحب لكل رب أسرة، وربة أسرة، أن يطّلعوا عليه، وأن يلمّوا به إلماما يجعل معالجتهم لشئون موتاهم أمرا عليهم يسيرا ولهم واضح.. إن لأمواتنا حقا علينا يجب أن يؤدى، ولهم أسرارا يحسن أن تحفظ، ويلزم، ويجب، أن نباشر كل ذلك بأنفسنا – كل ولد نحو والده وكل بنت نحو أمها – ثم كل رب أسرة نحو جميع أفراد أسرته..

أدخل الله الدين في حياة الناس، ومهّد له في قلوبهم، حتى يستشعر كل الناس عظمة أمر الله..
إنه سميع مجيب..

الأخوان الجمهوريـــون
أم درمـان ص ب 1151
تلفــون 56912