لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

عقيدة المسلمين اليوم!!

العبودية هي التكليف الاساسي:


والحديث عن العبودية يقودنا الى الحديث عن خطأ اساسي شائع عند المسلمين اليوم، وهو اعتقادهم بأن تكليفنا الاساسي، هو العبادة، وهذا ممّا جعلهم لا ينتظرون من عبادتهم شيئاً، ولا يجدون منها شيئاً، فلم تعد للعبادة انعكاساتها على السلوك .. وصحة الامر هي انّ تكليفنا الاساسي هو العبودية لله والعبادة وسيلة لتحقيق العبودية .. وهذا معنى قوله تعالى: (وما خلقت الجّن والانس الا ليعبدون) .. يعني ما خلقتهم الا ليصيروا لي عبيداً بوسيلة العبادة .. او ما خلقتهم الا ليعبدوني كما أمرتهم على لسان رسلي، وذلك حيث قال محمد مثلاً: (صلّوا كما رأيتموني اصلّي) .. ليكونوا لي عبيدا كما أمرتهم على لسان عزّتي، وذلك حيث قلت: (ان كلّ من في السموات والارض الا آتي الرحمن عبداً * لقد احصاهم، وعدّهم عدّاً * وكلّهم آتيه يوم القيامة فرداً ..) .. فالعبودية هي تكليفنا الاساسي، وهي معرفة اسرار الربوبية، والادب معها .. ولمّا كانت الربوبية مطلقة، فكذلك العبودية، ولذلك فانّ العمل في تحقيق العبودية والتأدب بأدبها، عمل مستمر، لا يقع الفراغ منه .. والعبودية لله، هي قمّة الحرية، لأنها حرّية عن كل ما عداه .. والعبودية، وادبها، هي روح العبادة، التي ينبغي ان تتخلّل كل جزئياتها .. فاذا خرجت العبودية من العبادة أصبحت العبادة باطلة، فهي جسد لا روح فيه .. ومن هنا تتضح خطورة الاعتقاد الفاسد بأن تكليفنا الاساسي هو العبادة، فهذا الاعتقاد هو أكبر اسباب موت العبادة عند المسلمين اليوم ..