ردود الفعل الخارجية
الدول العربية
مصـر
تناولت الصحافة المصرية الموضوع بنشر الخبر و بالتعليق ، و بصورة خاصة من جانب صحافة المعارضة (الأهالي، الشعب ، التجمع و الوفد ) مُدينةً الجريمة النكراء التي أرتكبت بإسم الدين و ضد داعية إسلامي كبير ، و منددة بإنتهاك حقوق الإنسان . و نادى بعضهم بفض علاقة التكامل بين مصر و السودان.
صحيفة الشعب:
جاء فيها بتاريخ 30 ربيع الثاني 1405 (يوافق 22 يناير 1985) بيان من حزب العمل الإشتراكي تحت عنوان "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" ما يلي :
((يتابع حزب العمل الإشتراكي بإهتمام شديد ما يجري الآن في السودان الشقيق . و إن وحدة المصير بين مصر و السودان تدعونا لمتابعة ما يجري تأكيداً على أن الخلاف في الرأي لا يدعو إلى الحكم بالإعدام على الرأي الآخر)) .
و تضيف الصحيفة ((وإذا كنا ندعو إلى الحكم بالشريعة الإسلامية ، فإن علينا أن نلتزم بحكم الله الذي ورد في القرآن ((ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق))
و لا نتصور أن تفسير هذه الآية يعني قتل من يختلف في الرأي حول أسلوب تطبيق الشريعة الإسلامية نفسها)) ..
و يختم حزب العمل نداءه بقوله ((وإن حزب العمل الإشتراكي يؤكد على صحة الفكر القائم على وحدة المصير بين البلدين الشقيقين و يدعو المسؤلين السودانيين أن يعملوا على صيانة و حماية هذا الفكر حتى لا يضرب من الأعداء بإسم مثل هذه الممارسات تحت مظلة الشريعة الإسلامية وهي بريئة منها)).
فتحي رضوان:
و نشرت نفس الصحيفة بتاريخ 25/1/1985 مقالاً للأستاذ فتحي رضوان تحدث فيه قائلاً ((أن النظام رأي أن يحاكم رئيس الجماعة و أتباعه أمام محكمة أنهت المحاكمة الخطيرة ، في هذه التهمة الفادحة في لمح البصر، لإقامة لنوع جديد من العدالة ، لم تشهده أمة مسلمة أو وثنية منذ عرف الناس العدل و القضاء و المحاكمة ، و توجت المحكمة هذه المحاكمة بحكم قضى بإعدام الخمسة)).
شرف للمواطن العربي:
و ذكر الكاتب أن الأستاذ محمود ((قد قاوم الإستعمار البريطاني منذ عام 1946، و أن له كتباً في الدين قرأها الناس ، وتهذبوا بها )) .. و أورد الأستاذ فتحي رضوان فقرات من بيان نقابة الأستاذة ونقابة المحامين و حديث الأستاذ في مواجهة المحكمة ليطلع عليها القراء العرب و أن يدركوا بالضبط ما الذي جرى في السودان لينشأ الرأي العام .. العربي الإسلامي . و أضاف ((ويشرف المواطن العربي أن يوجد من بين إخوانه في هذا الوطن من يواجه طغيان الحاكم ، بثبات و رباطة جأش ، رافضاً أن يتعاون مع هذا الطراز من المحاكم و القضاة . و أن يتمسك برأيه لا يخاف حتى حينما يصل الأمر للتهديد بالموت. ))
مساعي المنظمة العربية لحقوق الإنسان :
وأوضح الأستاذ فتحي رضوان تحرك المنظمة العربية لحقوق الإنسان إثر المحاكمة قائلاً ((إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان ، التي أتشرف برئاستها ، قد أبرقت إلى السيد حسني مبارك ، وإلى جعفر نميري ، لترجو السيد مبارك بالتدخل عند النميري ، لإيقاف تنفيذ الحكم ، و ليعدل النميري عن تنفيذ هذه الأحكام الدموية)) .
((ثم أوفد إلى السودان ثلاثة من كبار المحامين في مصر هم الأستاذ محمد المسماري عضو مجلس الشعب و عضو مجلس نقابة المحامين .. و عادل عيد عضو مجلس الشعب السابق و عضو المنظمة .. و فهمي ناشد وكيل مجلس النقابة ، و قد وصل وفد المنظمة إلى السودان في فجر يوم السبت الماضي ، فكان في إستقبالهم ممثلوا خمس عشرة نقابة سودانية ، إستقبلوا في مختلف الهيئات إستقبالاً حسناً .. ))
و قد أوردت جريدة الأهالي بتاريخ 23/1 عن مهمة هذا الوفد الذي أوضحت أنه كان يمثل بجانب جمعية حقوق الإنسان كذلك نقابة المحامين المصريين و إتحاد المحامين العرب فقالت ((أنهم قد إلتقوا برئيس مجلس الشعب السوداني و النائب العام و رئيس المخابرات ، و بعد أن إستمعوا إلى الوفد وعدوهم خيراً وأن يرقبوا لقاء يجمعهم مع رئيس الجمهورية و نائبه ، و حتى رحيل الوفد قبل 48 ساعة من تنفيذ حكم الإعدام لم يكن أحد من أعضاء الوفد قد إلتقى بالرئيس أو نائبه و تجاهلت وسائل الإعلام وجودهم ، وإن كان أعضاء الوفد قد لقوا ترحيباً شعبياً واسعاً من ممثلي الهيئات و المنظمات و النقابات .. ))
هذا و قد أصدرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في مجلتها الدورية عدد فبراير 1985 ملفاً إحتوى على أكثر من خمسين صفحة ، وشمل تغطية واسعة للقضية ، إجراءات سيرها و حيثياتها ، و حديث الأستاذ محمود في مواجهة المحكمة وبعض منشورات الجمهوريين الصادرة في مواجهة الحكم ، و تعريفاً عن الفكرة الجمهورية ، و ردود الفعل و الأصداء المختلفة للحكم والآثار المترتبة عليه .
يوم إستشهاد الأستاذ محمود يوم لحقوق الإنسان العربي :
نشرت جريدة الأيام هذا الخبر بتاريخ 28/5/1985 ((إنعقدت في القاهرة ما بين 17 و 19 مايو ندوة أوضاع حقوق الإنسان في الوطن العربي و التي حضرها لفيف من كبارالمفكرين ورجال القانون و السياسة و الأدب في العالم العربي و قد ذكرت مصادر القاهرة بأن الحشد الذي شهدته الندوة يعد من أكبر التجمعات العربية التي حضرت إلى العاصمة المصرية منذ أوائل السبعينات و قد مثل السودان في هذه الندوة وقد ضم الأستاذين المحاميين طه إبراهيم محمد وكمال الجزولي اللذان شاركا مشاركة فعالة في كل جلسات الندوة ومن أهم التوصيات التي خرجت بها الندوة هي إعتبار يوم إستشهاد المفكر محمود محمد طه ، يوماً لحقوق الإنسان في الوطن العربي)) .
مجلة حقوق الإنسان :
و جاء في مجلة (حقوق الإنسان العربي) تحت عنوان "الأمانة العامة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان تتابع محاكمة محمود محمد طه و زملائه":
((ظلت الأمانة العامة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان تتابع تطورات الوضع في السودان أولاً بأول ، فيما يتعلق بالقبض على محمود محمد طه زعيم "جماعة" الأخوان الجمهوريين ، و أرسلت وفداً إلى السودان من كبار المحامين المصرين .. و إستنفرت المنظمة عدداً من المنظمات والهيئات العربية والدولية في حملتها لإصدار عفو عام عن زعماء الإخوان الجمهوريين بوصفهم ضحايا أبرياء في قضايا رأي وضمير .
وكان الأستاذ فتحي رضوان رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان قد تلقى خطابا بتاريخ 17/1/1985 من السيد توماس هامبرج أمين عام منظمة العفو الدولية جاء فيه:-
"إن المنظمة الدولية تعتبر محمود محمد طه وزملائه سجناء رأى وضمير ، وأنهم أُتهموا بسبب أفكارهم التي يدعون إليها سلميا ، وأن الهدف من محاكمتهم هو إجبارهم على التنازل عن معتقداتهم ، وأن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذه المحاكمة في السودان." ))
الطليعة المصرية:-
وجاء في مجلة الطليعة: بعنوان كلمة نحو الإعلام ((كنا نستغرب صغاراً وحشية الإيطاليين حيث قاموا بإعدام عمر المختار، وهو في سن متقدم (70 عاماً) لذا لم نكن نجد أي صعوبة في حفظ قصيدة أحمد شوقي: رفعوا لواءك في الرمال لواء .. الخ من الأبيات ، نتيجة للتفاعل بالرغم من صغر سننا. لكن وحشية البعض لا تقل عن فاشست الإيطاليين بإقدامهم علي إعدام هذا الشيخ الكبير والمفكر العربي السوداني محمود محمد طه ذي الستة والسبعين عاماً يصعد منصة الإعدام الحمراء لأنه احتج ... فقط احتج علي أفكار وتطبيقات النظام في السودان .. وبالرغم من إنتهاء العملية الإنسانية الكبيرة التي قام بها بإجلاء يهود إثيوبيا عن طريق بلاده ، إلا أن هذا "الزخم الإنساني" لصالح العدو الصهيوني لم يخصص الجزء القليل منه للشيخ المرحوم محمود محمد طه بالرغم من برقيات الإحتجاج التي أرسلت له عندما اقرت محاكمته خلال يوم واحد من إعدام طه ورفاقه.
وهكذا لو عاش أحمد شوقي بيننا لما استطاع نطق كلمة واحدة عن هذا الإجرام وتلك الوحشية التي مارسها المستعمرون سابقاً. ))
الأهالي المصرية:-
بتاريخ 23/1/1985 أوردت الصحيفة مقالاً بقلم حسين عبد ربه جاء تحت عنوان "بعد إعدام زعيم الأخوان الجمهوريين في السودان ... الإغتيال باسم الشريعة علي طريقة نميري" فقالت:-
((الي جانب ردود الفعل الداخلية الحادة فقد أدانت لجنة الحقوقيين الدولية شنق "الشيخ محمود محمد طه" بدعوي خروجه علي الشريعة الإسلامية وأوضحت أن العمل يعد في حد ذاته خرقاً للشريعة الإسلامية. وكان الشيخ محمود يعارض الأسلوب الذي اتبعه جعفر نميري في تطبيق الشريعة. وقد استنكرت وزارة الخارجية الأمريكية ذاتها إعدام الرجل باعتباره إنتهاكاً ساخراً لحقوق الإنسان))
برقية استنكار:-
وأوردت الصحيفة أيضاً برقية استنكار لنميري موجهة من السيد سعد حماد الأمين العام للمنظمة العربية لمكافحة الإستعمار والدفاع عن السلام. قالت البرقية: ((إن المنظمة تستنكر بشدة إعدام الشيخ محمود محمد طه زعيم الأخوان الجمهوريين بسبب إختلاف الرأي والاجتهاد .." وحذرت من خطورة هذا المنهج في تعميق التعصب والفرقة بين أبناء الشعب ، مما يستفيد منه أعداؤه.
ومضت قائلة: ((إن المحكمة الإستئنافية استندت في تأييدها بحكم الإعدام ..الي اتهام محمود بالردة، وهي تهمة تختلف تماماً عما وجهته اليه المحكمة الجنائية التي اتهمته بإثارة الكراهية ضد الحكومة" .. وتناولت الصحيفة ما آلت اليه الهيئة القضائية في عهد نميري ، من خضوع تام لتوجيهاته وبالتالي فقدت الهيئة القضائية استقلاليتها .
أمانة اللجنة المركزية لحزب التجمع تستنكر جريمة نميري:-
وجاء في جريدة الأهالي ايضاً: ((أعربت أمانة اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي عن استنكارها الشديد والشعور بالإشمئزاز إزاء الجريمة الشنعاء التي ارتكبها نظام نميري بإعدام شيخ كبير من قادة التيار الإسلامي بالسودان هو الشيخ محمود محمد طه وأكدت الأمانة أن جريمة النظام السوداني تعني كل مسلم بصفة عامة وكل مصرى بصفة خاصة، ودعت أمانة اللجنة المركزية كل القوي الوطنية وجموع المواطنيين للإعلان عن استنكارها لهذه الجريمة التي تتناقض مع أبسط حقوق الإنسان وأقدس القيم العربية والحضارية))
إستقالة نائب من برلمان وادي النيل:-
وأوردت صحيفة الأهالي المصرية هذا ا لنبأ:-
((قدم د. ميلاد حنا رئيس لجنة الإسكان بمجلس الشعب المصري وعضو برلمان وادي النيل استقالته من برلمان وادي النيل احتجاجاً على قيام نميري بإعدام الشيخ محمود محمد طه زعيم حزب الأخوان الجمهوريين .. وقد تقدم د. ميلاد حنا بإستقالته في مذكرة الي د. رفعت المحجوب رئيس دورة برلمان وادي النيل جاء فيها: إن هذا الإجراء يعد خرقاً لأبسط حقوق الإنسان وهو حقه في حرية الفكر والضمير والعقيدة ... وبناءاً عليه فإنه لا يستطيع أن يضع يده في يد نظام حكم يؤكد كل يوم على مضيه قدماً في خرق حقوق الإنسان.
وإنني أناشد كل القوي الوطنية والإنسانية والمهتمة بحقوق الإنسان أن تبذل كل الجهد لوقف هذه المذبحة الإنسانية التي يقوم بها نظام نميري والذي لا يفرق بين اليمين أو اليسار في صراعه من أجل بقائه ))
ونشرت جريدة الإهالي تحت عنوان "ألفاظ ومعان الشيخ الذبيح" بقلم اسماعيل صبري عبد الله: ((سلام عليه شيخاً وهن العظم منه ولم يهن الإيمان، سلام علي إبن الستة والسبعين عاماً يموت ميتة الشجعان ، سلام علي من يلقي ربه شامخاً فوق قتلته الأقزام يلحق بكبار شهداء الإسلام ، ويذكر بقول الشاعر
"علو في الحياة وهمة في الممات"
كان الإسلام عند الشيخ محمود محمد طه زعيم الأخوان الجمهوريين بالسودان يعني الجهاد ، في حين اتخذه غيره ذريعة لإنجاح البنوك والشركات. وكان يعي أن أعظم الجهاد قولة حق في مجلس سلطان جائر. وكان الهول حقاً أن يذبح بأيدي من يدعون تطبيق الشريعة السمحاء. إن جريمة الخرطوم تستفز كل مسلم يغار علي دينه . علمنا "محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم" وعلينا في مصر واجب مزدوج باستنكار هذه الجريمة . واجب الدفاع عن الإسلام في مواجهة أولئك الذين يشوهون صورته أمام الراي العالمي . وهو واجب يتحمله في المقام الأول قادة التيار الإسلامي الذين يرفعون الدعوة الي تطبيق الشريعة الإسلامية، ويقدرون أهمية شرح تعاليمها المبنية علي العدل واحترام الإسلام. ثم واجب الأخوة مع شعب السودان الشقيق الذي تربطنا به وشائج أقدم وأكبر من أي حاكم وأي نظام ، ونحن نتساءل كيف يجلس ممثلو مصر مع ممثلي نميري في مجلس للتكامل واعمدة المشانق منصوبة لخيرة أبناء السودان؟ إن الموقف أكبر من أن تواجهه الحكومة بدعوة غير معلنة لضبط النفس. فمصداقية أي تحول ديمقراطي في مصر تتوقف علي موقف الحكومة من الممارسات التعسفية في السودان الذي نتكامل معه . وإذا جاز - في تقديري أنه لا يجوز- أن تغلب الحكومة إعتبارات استراتيجية تراها ملزمة لها بالصمت ، فلماذا لا يتكلم أعضاء مجلس الشعب ؟ وإذا جاز - وفي تقديري لا يجوز- لأعضاء الحزب الحاكم منهم التذرع بانضباط حزبي ، فماذا يمكن أن يصوغ تقاعس نواب المعارضة عن مجرد تقديم طلب إحاطة عن هذه الفعلة الشنعاء ؟ كنت أحسب أن الهول قد بلغ غايته عندما سقط شيخ القومية العربية ، صلاح البيطار برصاص حكام عرب وهأ نذا أشهد بعدها مصرع شيخ كبير يقتل بدعوي تطبيق أكثر الشرائع سماحة ، وأكثرها تكريماً للإنسان - ألا كبرت كلمة تخرج من أفواههم. إن يقولون إلا كذبا.))
الكويت
تناولت الصحف الكويتية أخبار المحاكمة بصورة موسعة ناقلة الخبر ، ومضيفة بالتعليقات والتحليلات ، في موجة عامة من الإستنكار والإدانة الشديدة.
بيان السودانيين بالكويت :-
أوردت جريدة القبس:
((السودانيون في الكويت إدانة ومناشدة بالتدخل
أصدر السودانيون المقيمون في الكويت بياناً أمس أدانوا فيه تنفيذ حكم الإعدام في الأستاذ محمود محمد طه وأحكام الإعدام ضد اربعة آخرين. وناشدوا الحكومة الكويتية وجمعيات النفع العام والمنظمات الإقليمية والدولية بالتدخل لوقف عمليات الإعدام في حق الآخرين.
وفيما يلي نص البيان:-
نحن السودانيين المقيمين بالكويت ، إنطلاقاً من مبدأ الدفاع عن حرية الفكر وحق المواطن المشروع في التعبير عن آراءه السياسية ودفاعاً عن مبدأ إستغلال القضاء ، وحق المواطن في محاكمة عادلة ندين ونستنكر حكم الإعدام الذي نفذ في المفكر الإسلامي الأستاذ محمود محمد طه رئيس حزب الجمهورين بالسودان ، والبالغ من العمر 76 عاماً "علماً بأن المادة 247 (أ) من قانون الإجراءات الجنائية السوداني لعام 83 تنص علي عدم جواز تنفيذ حكم الإعدام على من تجاوز السبعين عاماً من عمره"
ونحن نناشد الحكومة الكويتية الموقرة وجمعيات النفع العام الكويتية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الوحدة الأفريقية والنقابات والإتحادات العربية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية العربية منها والدولية ، التدخل الحاسم والسريع من أجل وقف تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق المواطنين السودانيين المسلمين ، عبد اللطيف عمر ، محمد سالم بعشر ، تاج الدين عبد الرازق ، وخالد بابكر حمزة والذي سينفذ بتأريخ 20/1/1985.
ومن منطلق المسئولية الوطنية والقومية والإنسانية نبدى قلقنا الشديد من أن الغرض الأساسي من هذه المحاكمات الصورية هو الإرهاب السياسي والفكري ، وهو بذلك يستهدف أمن وسلامة كل معارض ومفكر ، وينذر بالفتنة وعدم الإستقرار ويتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء)).
مجلة مرآة الأمة:-
ونشرت مجلة مرآة الأمة الكويتية بتاريخ 23/1/1985م (2 جمادي الأولي1405هـ) تحت عنوان "من القلب.. حنانيكم بالشريعة الإسلامية !!"
((هل عدم تطبيق الشريعة الإسلامية نصاً وروحاً يعني الإلحاد والردة بل الكفر !! لكل دولة لا يشير دستورها صراحة الي ذلك ؟ !!
هل كل الدول الإسلامية تأخذ بالشريعة كمصدر أساسي لتشريعاتها وقوانينها ومسيرتها ؟ !!
إطلاقاً لا!!
إن كثيراً من الدول الإسلامية ، لا تقتـل بالضرورة القاتل حتي ولو إعترف وأدين بجريمة القتـل .. كذلك أن كثيراً من الدول الإسلامية لا تقطع يد السارق حتي لو أقر بارتكابه إثم السرقة وموبقاتها ، العار!!
هذه الدول برغم ذلك بلا شك إسلامية ودين الدولة فيها الإسلام كما ورد في بنود دساتيرها ولا تلتصق بها من بعيد أو قريب صفة الردة والإلحاد والكفر.. بل الكافر من يصبغ عليها هذه الصفة جزافاً !!
إن المجاهرة أو التظاهر بسن أحكام الشريعة الإسلامية على الورق لا يعني إنطلاقها من القلوب ، كما لا تعني أنها بعيدة عن الأهواء واستغلالها لمآرب ما أنزل الله بها من سلطان بل هي الي منهج الشيطان اقرب.
ولو أن كل قاتل يقصد القتل اللامشروع ، يقتل لوجدنا في الساحة الإسلامية رؤوس مسئولين استغلوا الجاه والمركز للإطاحة بخصومهم ، أطاحت بهم نصوص الشريعة الإسلامية السمحاء.
ولو أن كل سارق ، قطعت يداه ، بحكم الشريعة الإسلامية لراينا ايادي كثيرة لمسئولين علي الساحة الإسلامية تنزف من جراء القطع دماً لكثرة ما نهبت من أموال شعوبها وسرقت من خيرات أبنائها !!
إن كثيرين من المسؤولين عن الأمة الإسلامية الذين أتت بهم الصدف لإن يكونوا في هذه المناصب ، يظهرون غير ما يبطنون ويعلنون ما لا يطبقون إلا بما يتوافق مع ما يهدفون !! ويا لسوء ما يهدفون
وإن "بعض" "الذين" "أخذوا" بالشريعة الإسلامية كمصدر لأحكامهم وحكمهم لا ترتبط تصرفاتهم الرعناء مع الشريعة السمحاء من قريب او بعيد !! هذا إن لم يكونوا قد طعنوا الشريعة في الصميم من خلال أعمالهم التي تتنافي وروح الشريعة . إن إمارة المؤمنين انتهت بانتهاء رجالها المستحقين لها قبل عشرات القرون .. ودَعِي من يدعي أنه أمير المؤمنين وخاصة في عصرنا هذا الذي اختلط فيه الحابل بالنابل.
لتستغل الإسلام كل نفس أمارة بالسوء تضمر لغيرها حقداً ولخصومها ضغينة بهدف تصفيتهم بإسم الدين والقضاء عليهم فرادى وجماعات!!
لو أننا أخذنا بالمبررات والتهم التي ألصقت بالمرحوم الشيخ محمود محمد طه زعيم الأخوان الجمهوريين (76 سنة) الذي أقتيد الي حبل المشنقة في السودان مكبلاً بالأصفاد والأغلال والقيود وعلق فيها وهو يبتسم ونزع الحبل روحه وهو يبتسم لأنه لم يأت أذى. لو أخذنا بهذه المبررات لأصبحت شريعة الغابة هي السائدة لا شريعة الإسلام السمحاء.
قتل الشيخ طه لأنه رفض أن تكون الشريعة الإسلامية إسماً على ورق أو طبلاً أجوف أو أداة إستغلال للمتهمين أرادها إسماً على مسمى ، ولم يردها شعاراً للإستغلال فاتهم بالردة والإلحاد والكفر كما جاء في عرف القاتلين ليكون الشنق ظلماً جزاءه !! يقولون: ايها القانون كم من أبرياء يقتلون باسمك" ويقولون: "كم في السجون من أبرياء"
أننا الآن نعيش عصر تآمر علي الإسلام من أعداء الإسلام المسخرين ، أدعياء الإسلام لمآربهم الشيطانية حتي يطيحوا بمبادئ الإسلام الحنيفة وحتي لا يقوي وينتشر الإسلام! يقول الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم "انا أعلم منكم بأمور دينكم وأنتم أعلم مني بأمور دنياكم" .. ورحم الله الشيخ طه حيث يرقد الآن في مكان غير معروف !!
لم يكف الجلادين في السودان قتل الشيخ المسن محمود محمد طه بل احضروا من السجن رفاقه الأربعة مكبلين بالأصفاد والقيود ايضاً ليشهدوا رقبة رئيسهم وهي تنحني لأول مرة بفعل طوق الحبل الذي لو كان يملك حراكاً لما التف حول رقبة المرحوم طه ولما شدد خناقه حتي فاضت روح البري مرتفعة الي بارئها في عليائه لترتاح من رؤية الدين وهو يستغل على هذا النحو.. احضروا هؤلاء الرفاق مهددينهم بنفس المصير.. إن "لم يتوبوا" لا أقول أين إسلام المسؤولين في السودان ؟ بل اقول أين المسلمون في كل مكان ؟! رحم الله الشيخ محمود محمد طه الذي يرقد الآن هاني البال مرتاح الخاطر في مكان جعلته السلطات السودانية مجهولاً حتي لا يكون للسودانيين .. مزاراً!!))
القبس:-
"شنـق طه وهـو يبـتـسم"
وجاء في صحيفة القبس بتاريخ19/1/1985 تحت عنوان: "رغم ضغوط مصر على نميري لتخفيف الحكم ، شنق طه وهو يبتسم" مايلي:
((نفذت السلطات السودانية حكم الإعدام أمس بزعيم حركة الأخوان الجمهوريين الإسلامية محمود محمد طه ، بتهمة التحريض ضد نظام نميري
ونقلت الصحيفة عن وكالة الصحافة الفرنسية ، قولها أنه عندما حانت ساعة تنفيذ الإعدام اقتاد حراس السجن طه من زنزانة قريبة حتي وقف أمام المشنقة التي طليت باللون الأحمر واضافت أن يديه كانتا موثوقتين خلف ظهره ، وكانت قدماه ترسفان في الأغلال ، واختفى وجهه وراء قناع أحمر. ))
إبـتـسـم:
ومضت الوكالة قائلة ((ومن ثم صعد الي المشنقة بصعوبة ، وكشف الحراس القناع عن وجهه لفترة وجيزة ليراه الموجودون في الساحة واضافت وكالة الصحافة الفرنسية تصف المشهد ، وعندئذ ابتسم طه وقرأ موظف في السجن الإتهامات الموجهه للأخوان الجمهوريين ، ونص الحكم الذي صدق عليه نميري يوم الخميس.))
وقالت: ((في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي سحب الحارس قطعتين من الخشب تشبهان باباً كان يقف عليهما المحكوم عليه ، وعندئذ اصبح جسمه معلقاً في الهواء". واستطردت ((وظل الجثمان معلقاً لمدة 10 دقائق ، وبعدها صعد أحد الأطباء وأكد أن المحكوم عليه قد فارق الحياة. وأضافت الوكالة الفرنسية.. ثم حملت طائرة عمودية الجثمان إلي جهة غير معلومة لدفنه وفقاً لما أورده مصدر وثيق الصلة بالسجن!!))
إحتجاج السودانيين في أمريكا:
وتحت عنوان: "السودانيون في أمريكا احتجوا على إعدام محمود" ، قالت الصحيفة بتاريخ21/1/1985 ((أن السودانيين المقيمين في الولايات المتحدة تظاهروا احتجاجاً على إعدام المفكر السوداني الأستاذ محمود محمد طه زعيم "الأخوان الجمهوريين" ورفع المتظاهرون مذكرة الي رئاسة الجمهورية سلمت للسفارة السودانية في واشنطن وتطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين وإلغاء القوانين الإسلامية وإعادة هيبة وسلطان القانون ، وإيقاف العمليات العسكرية في الجنوب)).
السياسة:-
وجاء في صحيفة السياسة تحت عنوان "إحتجاج أمريكي على إعدام طه" ما يلي:-
((نددت الولايات المتحدة بقوة بإعدام المفكر الإسلامي محمود محمد طه (76 عاماً) ووصفت ذلك بأنه انتهاك صريح لحقوق الإنسان.
وكالة الصحافة الفرنسية:-
قالت: لقد كان لإعدام الأستاذ طه وقع المفاجأة على جميع المراقبين المحليين والأجانب في السودان.
وكان الأمل يراود الجميع في البداية أن يصدر نميري قراراً بتخفيف العقوبة مراعاة لكبر سنه ولأنه أصدر عفواً منذ بضعة أيام عن مجموعة اتهمت "بالتآمر" ضد الحكم يتزعمها الأب فيليب عباس غبوش.
وأضافت الوكالة أن المتشائمين ألمحوا بأن غبوش طلب العفو من نميري في حين أن طه رفض الإعلان عن "التوبة" وكانت آخر "لفتة" منه لدى صعوده إلى المشنقة إبتسامة ساخرة موجهة إلى الذين حضروا عملية تنفيذ حكم الإعدام.
نموذج:-
ويرى المراقبون أن نميري سعى إلى تقديم نموذج رادع بإعدامه زعيم الجمهوريين في ذات الوقت الذي دخل فيه طه ـ داعية اللاعنف ـ دائرة شهداء الإسلام على حد قول أنصاره.
ويربط كثير من المراقبين بين إعدام طه والمآخذ الشخصية التي أخذها عليه نميري من حيث كان يعارض بشدة باسم الإسلام، محاولة الرئيس السوداني إصدار دستور إسلامي يجعل منه إماماً للسودان.
وذكرت مصادر مطلعة أن من بين الأعداء الآخرين لمحمود محمد طه داخل السودان اللواء عمر محمد الطيب النائب الحالي لنميري.
ويسود الاعتقاد بأن نميري يسعى إلى إعطاء ضمانات إلى جماعة الأخوان المسلمين التي أيدته منذ إعلان تطبيق القوانين الإسلامية. وقال مصدر سوداني مطلع لوكالة الصحافة الفرنسية أن عدداً كبيراً من الأخوان المسلمين يعملون حالياً في رئاسة الجمهورية، وأن زعيمهم حسن الترابي يعمل مستشاراً لنميري وقد يرسل قريباً في مهمة للخارج.
وأضاف المصدر السوداني المطلع لوكالة الصحافة الفرنسية أن إقدام نميري إلى تقديم رأس محمود محمد طه العدو التقليدي للأخوان المسلمين إنما يسعى لتهدئة قلقهم.
فرح الإخوان المسلمين!!
ويذكر أن "الإخوان المسلمين الذين حضر عدد كبير منهم المحاكمة قابلوا إصدار حكم الإعدام على طه بالتصفيق الحاد"))
مقال الدكتور منصور خالد:-
نشرت صحيفة "القبس" الكويتية مقالاَ للدكتور منصور خالد ، كان من أبرز المقالات "الممنوعة" التي يتداولها الشعب بشغف شديد ، بعد أن يجري تسريبها وطباعتها بالرونيو أو التصوير..
نقتطف هنا فقرات من ذلك المقال:
((إن اغتيال محمود محمد طه ، شهيد الفكر، لرزء أكبر من أن توفيه الدموع السواجم. وما اغتال محموداً دهر خئون ، وإنما انتاشته سهام صدئة أطلقها قضاة تالفون ودعاة عاطبون وحاكم فاجر معتل العقل آن له أن يلجم. لقد ذهب محمود إلى رحاب سنية وجناب حاني وهو راضٍ. وكيف لا يرضى بذلك الرجل الذي يودع فلذة كبده وعينه لا تدمع وهو يقول لمن جاء لعزائه "لقد ذهب ابني إلى أب أرحم"؟ نعم ذهب محمود إلى ذلك الأب الأرحم. وبقينا نحن من خلف شعور وزمان عقيم..))
((وعلّ مثقفي السودان قد رأوا ما يمكن أن يقود إليه الهوس الديني، وشهدوا ما يمكن أن يؤدي إليه صمت الشياطين الخرس عن الحق. ويا ليت أهلي يعلمون! يعلمون أن الطاغية الذي لا يقتصد في محاسبته رجلاً مسالماً، هو أول الناس إجفالاً عندما يُلَوَّح له بالعصا. فما سلّ الإمام سيفه إلا أمام أعزل. وما طلب الطعن والنزال إلا في ساحة خلاء. ودون الناس توسله وتضرعه أمام الصنديد جون قرنق في أدغال الجنوب. ودون الناس انكساره أمام الأب فيليب عباس غبوش ... ودون الناس تهالكه بالأمس أمام الاطباء وهو يكذب وفي لسانه لسع الحية. أوهناك من يصدق بعد كل هذا بأن هذا العاطب معتل العقل يتصرف من وحي دينه؟ فالله يعلم بأن إمام السودان الذي يتكئ اليوم على عصا مهترئة إهتراء منسأة سليمان، لظالم بلا إرادة، وصارم بلا عزم، وحليم بلا اقتدار، ومحارب بسيف من خشب، كسيف سميِّه أبي حبيسة النميري. وما غدره وطغيانه إلا طغيان ضعيف مرتجف.))
(( إن العصبة الظالمة التي تتحلق حول إمام آخر الزمان، كافور هذا، إنما تجهل، كما يتجاهل، بأن شهيد الفكر، سيبقى ضميراً مؤرقاً، ومصباحاً مسرجاً في هذا الديجور الحالك الذي يعيش فيه أهل السودان. سيبقى في غرسه البشري الذي أورق وفي نبته الفكري الذي اكتمل. ويبقى في نفوس كثير من السودانيين كنموذج الرجل الذي تجافى مزالق السقوط، وما فتئ يحترم في الناس أغلى ما يمتلكون، عقولهم، وسيبقى اسم محمود، بعد كل هذا، حياً في نفوس الذين لا ينامون على الهوان بما يستثيره فيها من بغض للظالم، وإدانة للعدوان، واستنكار للهوس، وإنكار للغدر)).
قطر
صحيفة العرب:-
نقلاً عن مراسلها في الخرطوم نشرت الصحيفة بتاريخ 25 ربيع الثاني 1405 هـ تحت عنوان "تعاطف الطبقات السياسية والمثقفة في السودان مع غاندي افريقيا".. أشارت فيه إلى تعاطف هذه الطبقة مع الأستاذ محمود وأعوانه، الذين حكم عليهم بالإعدام لاتهامهم بالكفر والتحريض على الإطاحة بالنظام وتوزيعهم منشوراً يطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983م.
أبوظبي
صحيفة الخليج:-
أوردت الصحيفة سرداً للخبر مع خلفية عن الفكر الجمهوري وعدائه المزمن مع الاخوان المسلمين .. وأضافت أن الأستاذ محمود قد وضع مؤلفات عديدة في الفقه الإسلامي. وبتاريخ 19/1 نقلت الصحيفة مشهد الإعدام مع أسف اللجنة الدولية لرجال القانون في جنييف والبيت الأبيض لتنفيذ حكم الإعدام. ونشرت الصحيفة خلفية مسهبة عن نشاط الفكر الجمهوري.
تونس
صحيفة الصباح:-
تحت عنوان "خلصوا الإسلام من المشانق" بتاريخ 28/1 كتبت الصحيفة مقالاً تستنكر فيه الإعدام وترى أن الاسلام قد استغل لأهداف سياسية. فتقول:-
(( لو أخذنا بالحجة التي علقت في السودان محمود محمد طه زعيم جماعة "الاخوان الجمهوريين" في المشنقة وأعدمته لكان ملايين السودانيين وعشرات الملايين من المسلمين في مختلف البلاد الإسلامية معلقين على أعواد المشانق. بين حكام ومحكومين.. وليس محمود محمد طه أو جماعته هم وحدهم المنادون بالاجتهاد في تطبيق الشريعة الإسلامية.
لكن ليس أسهل من أن يرمى مسلم بالزندقة والكفر والردة في عصر ترتد فيه التصرفات باسم الإسلام. غير أن شريعة الله تبقى دائماً ناهية عن قتل النفس إلا بالحق وقد حرّم الله القتل بغير حق واعتبر أن من يقتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً..))
وتمضي الصحيفة فتقول:-
((كنا نتصور أن هذا النوع من الإبادة السياسية قد باد وولت عهوده إلى غير رجعة.. لكن ما يجري الآن على الساحة السياسية في دول إسلامية ينذر بالانتكاس لإعادة سلطوية التكفير العشوائي ورمي الناس بالكفر والزندقة كلما عارضوا حكماً أو اعترضوا على موقف وتصفيتهم جسدياً والتخلص منهم بهذه الطريقة الظالمة التي لا تمت بصلة للإسلام دين التسامح والمحبة والحق والمجادلة بالتي هي أحسن.
لا بد للدول الإسلامية حكومات وشعوباً أن تلتف وتتآذر لصيانة الإسلام وإنقاذه من براثن الاستعمار لأغراض باطلة ورفع ما يتعرض له من إساءة وخاصة الإساءة التي تجري في داخل الدول الإسلامية.. أما الإساءة الخارجية فالدول الإسلامية هي المسئولة عنها بالدرجة الأولى ولا سيما تلك التي تعلق الناس في حبال المشانق باسم الإسلام!! ))
وكتبت الصحيفة مقالاً آخر بعنوان "الدين رحمة وليس نقمة" جاء فيه:- أن يقتل الإنسان العربي من أجل فكرة صغيرة عبر عنها تعبيراً لطيفاً من غير عنف.. أو من أجل رأي مخالف أعلنه في غير خوف أو نفاق، فذلك هو التخلف الذي ما بعده تخلف..
وبتاريخ 8 جمادى الأولى 1405 هـ وفي باب "مد وجزر" تحت عنوان "جوهر الحضارة" أبدت الصحيفة استنكارها أن يدان الأستاذ محمود لأنه قال برأي لا يتفق ورأي قضاته، مضيفة أن المسلم المجتهد أفضل من المسلم المقلد..
وتذهب الصحيفة إلى أن أفكار الأستاذ محمود هي جزء من التراث الصوفي والشيعي تضاف إلى تاريخنا الفكري والحضاري بصفة عامة، وتخلص إلى أن القضية برمتها وصاية على الفكر، وأنه مهما تطرف محمود إلى حد الغلو فإن ذلك في نظر العقلاء لا يبرر الحكم بتصفيته جسدياً..
مجلة حقائق:-
أفردت ثلاثة موضوعات أولها عبارة عن كلمة العدد التي خصصت للحديث عن إعدام زعيم الاخوان الجمهوريين، ودعت فيه من خلالها لاحترام قوانين اللعبة الديمقراطية، وإقرار تعددية التعبير.
وقد ربطت كلمة العدد بين التوقيت المتزامن لظهور الإسلام الرسمي من ناحية، وبين تداعي السلطة السياسية وتعمق الشروخ الإجتماعية من ناحية أخرى..
والمقال الثاني جاء بعنوان: شياطين السودان، الإعدام باسم الإسلام. تناول فيه كاتبه خبر الإعدام والتطورات التي صاحبت إعلان حالة الطوارئ وثورة العدالة الناجزة...
مجلة الموقف
عدد 38 بتاريخ 2 فبراير 85
جاء في افتتاحيتها تحت عنوان "حق الحياة" أن خبر إعدام زعيم الأخوان الجمهوريين قد نزل عليهم نزول الصاعقة، وليس لاعتبارات خاصة بشخصيته أو بماضيه وإنما لتعلقهم بمبدأ مطلق وقيمة أساسية وهي الحق في الحياة.. وتقول المجلة أن المجادلات الفكرية عبر التاريخ ما قادت يوماً إلى حبل المشنقة إلا أثناء فترات الانحطاط الفكري..
وفي نفس العدد أجرت المجلة حواراً مع الأستاذ الواثق محمد كمير المحاضر بقسم الاجتماع بجامعة الخرطوم تحت عنوان: حوار مع مفكر سوداني: الشريعة تتحول إلى فعل استبدادي.
وقد اتخذ الحوار تطبيق الشريعة كمدخل ثم تناول بعض القضايا المتصلة به كما شمل طبيعة تنظيمات الجمهوريين والاخوان المسلمين وإعدام الأستاذ محمود.
وفي مقال آخر في نفس العدد من المجلة أدان "التجمع الاشتراكي التقدمي" الاعتداءات على حرية الفكر ومساندته المطلقة لكافة قوى التقدم والتغيير في السودان.. كما أدانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان "إعدام زعيم الاخوان الجمهوريين، وناشدت الرابطة القوى الديمقراطية في تونس أن تندد بكل محاكمة يتعرض لها أي انسان من أجل معتقداته الدينية.
في العدد 37 بتاريخ 5 جمادى الأول (يوافق 26/1/1985) .. كتبت المجلة ثلاثة مقالات الأولى بعنوان "السودان الإنفجارات" ابتدرت فيها مقالها بالحديث عن تطبيق الشريعة الاسلامية في السودان ومعارضة الاخوان الجمهوريين لطريقة تطبيقها ثم تحدثت عن الجو السياسي والاقتصادي والاجتماعي في السودان ووصفته بعدم الاستقرار.. وتتساءل المجلة عن سر محاكمة الأستاذ محمود بمثل هذه العجلة؟ وتخلص إلى أن السبب الرئيسي هو أن النميري متشبث بالحكم حتى لو كان على رقاب الشيوخ العزل من السلاح وعلى رقاب أصحاب الفكر
والمقالة الثانية بعنوان "الاخوان الجمهوريون مضمون تقدمي ومنهج غنوصي" كتبت المجلة عن مضمون الفكر الجمهوري والفلسفة التي يقوم عليه مستندة على فقرات وردت في بعض كتب الاخوان الجمهوريين والمقال الثالث جاء بعنوان "محاكم تفتيش ومشانق باسم الشريعة" وقد تناولت المجلة في هذا المقال الظروف التي أدت إلى قيام ثورة مايو والمنعطفات التي مرّ بها نظام نميري منذ عام 1969 حتى التقائه بالأخوان المسلمين واتخاذ الدين مطية للاستمرار في السلطة.. وتحدثت المجلة عن دور الإخوان المسلمين في السودان كأداة للقمع السياسي.
صحيفة الصدى الأسبوعية:-
العدد الثاني 6 جمادى الأولى
تحت عنوان "الشارع التونسي يدين شنق المفكر الاسلامي محمود محمد طه" كل الشرائع لا تؤيد شنق شيخ مسن. قالت الصحيفة: محمود محمد طه اسم لمع فجأة في سماء البلاد الاسلامية واستحوذ على اهتمام العالم.. ومع الأسف أن هذه الشهرة حصل عليها بعد إعدامه شنقاً في السودان بتهمة الزندقة ومعارضة السلطات السودانية في طريقة تطبيقها الاسلام.
واستدركت الصحيفة قائلة أن الأستاذ محمود لم يكن في حاجة إلى الشهرة فهو مفكر مسلم لا هدف له غير خدمة المجتمع الاسلامي، وتشهد كتاباته العديدة على عمق نظرته وصدق نواياه خاصة كتابه "الرسالة الثانية من الإسلام" وقد استفتت الصحيفة ثلاثة من المثقفين وقد استنكر ثلاثتهم إعدام زعيم الأخوان الجمهوريين، وأجمعوا على أنه صاحب اجتهادات والاسلام مع حرية الفكر والمعتقد، ولا يمكن بالتالي اتهامه.
المغرب
صحيفة البيان:
استنكرت صحيفة البيان المغربية في عددها الصادر في 20/1/85 على السلطات السودانية إقدامها على إعدام المفكر الإسلامي الأستاذ محمود محمد طه "زعيم حركة الأخوان الجمهوريين".
وقالت الصحيفة إنه منذ إعلان تطبيق الشريعة في السودان ظلت ترتكب سلسلة من التجاوزات والاجراءات القمعية التي لا تمت بصلة للفهم الصحيح للشريعة الإسلامية.
صحيفة أنوال:
نشرت مقالين أحدهما تحت عنوان "منطق الشنق وشنق المنطق" حول إعدام زعيم الإخوان الجمهوريين محمود محمد طه.. وقالت عنه أنه لم يكن معارضاً للشريعة الإسلامية بل كان معارضاً للشريعة النميرية!! والمقال الآخر جاء تحت عنوان "روح الشهيد طه تبشر الناس الطيبين بالفجر القريب.. وأوردت خلفية عن السيرة الذاتية للأستاذ محمود والفكر الجمهوري وفقرات تتضمن بعض الآراء التي يتبناها الاخوان الجمهوريون تجاه بعض القضايا المختلفة. حيث كان ديدن الفكرة خلال عمرها عدم اللجوء إلى العنف.
السعودية
الصحف السعودية دون استثناء قابلت خبر الإعدام بالرضا باعتبار أنه يساير الإتجاه الديني المتخلف للدولة التي تقف موقفاً عدائيا واضحاً من الفكر الجمهوري ومن الأستاذ محمود.
صحيفة عكاظ 19/1
أوردت الصحيفة بعض الأسباب التي ذكرتها بعض المؤسسات الدينية في بعض الدول الاسلامية والأزهر.
الشرق الأوسط:
تابعت الصحيفة باهتمام الحدث منذ اعتقال الأستاذ محمود والأخوان الأربعة حتى تم تصديق رئيس الجمهورية على القرار.. كما نقلت الصحيفة عدة فقرات من بيان نميري الذي صادق فيه بالحكم وانتقد فيه من يتوسطون في مثل هذه "الحدود"!!
وواضح أن اهتمام صحيفة الشرق الأوسط بهذا الحدث وتركيزها على الجانب الديني في تأييدها الحدث ناتج من أن الصحيفة إنما تعكس وجهة نظر رجال الدين والسلطة السعودية والذين ما فتئوا يرون في دعوة الأخوان الجمهوريين دعوة تهدد وجودهم.