نظرة الإسلام إلى الفنون:
أول ما يجب أن يقال أنو ما في حرام ، وحلال ، إلا في اعتبارات الشريعة .. مافي حاجة هي حرام في ذاتها ، الأعيان ما فيهن حرام ، لكن الحرمة حكم .. والسر في الحكم أن تكون عندنا الإرادة البتسيرنا بين الحلال والحرام .. نأخذ من الحلال ما شئنا ، ونتجنب الحرام .. عندما نحاول تجنب الحرام في دوافع داخلية عاوزة منك ضبط ، وقوة إرادة ، وقوة فكر ، لتمنعك من التردي .. دي الحكمة في الحرمة ، حيث وجدت ، من نشأة العرف الأولاني ، وإلى يوم الناس دا .. ما في حاجة هي حرام في ذاتها .. وربنا يعبر لينا عن دا .. ويقول (ما يفعل الله بعذابكم أن شكرتم وآمنتم؟؟ وكان الله شاكراً عليماً) .. أو يقول (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟؟ قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة .. وكذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون * قل إنما حرم ربي الفواحش – ما ظهر منها ، وما بطن – والإثم ، والبغي بغير الحق ، وان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً ، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ..)
كل المحرمات من الصور الحسية إنما هي بالحوالة وأما الحرمة بالأصالة فإنما هي عيوب السلوك .. السلوك يبدأ بالطريقة البتعيش بيها ، في سلام مع نفسك ، وفي سلام مع الآخرين ، وهذا ما سميناه "التنغيم" مع المجتمع ، أو العدل ، أو السلام – فكل ما حرم إنما حرم من أجل تربيتنا لنستطيع أن تكتمل عقولنا ، وادراكاتنا.
الحرمة حكم شرعي:
هنا ، إذا كان الإنسان شاف النقطة دي حقيقة ، وذلك كونو التحريم حكم شرعي ، والحكم الشرعي ، دائماً بتوخى تسييرنا نحن في المراقي المختلفة ، يبقى بطبيعة الحال ، وبالبداهة ، بنتظر أن يكون في سماحة ، أن يكون في تغيير في شدة التحريم كلما تغيرت ادراكاتنا ، ولذلك الحرمة كانت غليظة في الأول ، وبدت تقل ، وتقل لغاية ماهي ماشة لان تفضي إلى الحل ، القرآن يقول لينا (ليس على الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات ، جناح فيما طعموا ، إذا ما اتقوا ، وآمنوا ، وعملوا الصالحات ، ثم اتقوا ، وآمنوا ، ثم اتقوا ، وأحسنوا .. والله يحب المحسنين) أو يقول هناك (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرماً على طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة ، أو دماً مسفوحاً ، أو لحم خنزير فإنه رجس ، أو فسقاً اهل لغير الله به) فهذه أربعة .. ثم قال مواصلاً سياقه (فمن اضطر ، غير باغ ، ولا عاد ، فلا إثم عليه) .. الضرورة ترفع الحرمة .. المعرفة ترفع الحرمة .. لأنه قد انتفى حظ النفس عند المضطر ، كما ينتفي حظها عند العارف بالله .. هنا ، إذا كان بقى واضح في اذهاننا انو التحريم أطوار ، وأن الحكمة وراءه تربيتنا ، يجي موضوعنا في الإسلام.
الإسلام بيحرم النحت ، وبيحرم الرسم ، وبيحرم ، تبعاً لذلك التصوير .. ودي فيما روي عن ابن عباس انه قال ان النبي قال (من صور صورة يعذبه الله حتى ينفخ فيها الروح ، وما هو بنافخ فيها ابداً ...).
صور الفتوغرافيا الحرمة قائمة في حقها ، ولكن بصورة أخف .. حرمت الموسيقى ، وحرم الغناء ، عند بعضهم ، ما كلهم ، بعضهم بيرى أن الغناء ، ما حرام ، لكن في عبارة ، أنو لهو ، وكل ما يلهي عن الله ، عند بعض المتشددين من الفقهاء ، فهو حرام .. الحكمة في التحريم مرحلية .. السبب فيها أنو الناس ، زي ما قلنا ، كان عهدهم قريب بعبادة الأوثان ، وبالجاهلية ، ويمكن أن يحنوا إلى الأوثان بالعبادة ، أذا مارأوها تنحت .. وبرضهم كانوا قريبين عهد باللهو ، في مواخير الجاهلية ، من غناء ، ومن رقص ، ومن موسيقى ، حرمت عليهم المسائل دي ، لتعطيهم فرصة ليجمعوا انفسهم عليهم بدل التوزيع البيحصل للإنسان المعرض للغناء - للهو .. اذن يمكنك أن تقول ان الإسلام حرم من الفنون النحت ، والرسم ، والتصوير ، وكل ما يكون ليه ظل .. حرم رسم أو تصوير الإنسان ، أو الحيوان أو الطائر ..
رسم الطبيعة غير محرم:
تسامح الشرع في رسم الجبال ، أو رسم الشجر ، أو زخرفة الاقمشة ، بالصورة اليمكن أن تكون ماها انسان أو حيوان ، أو طائر .. الغرض من التحريم أن يقطع حنين الإنسان للعبادة الوثنية .. أو بإيجاز ، يمكنك أن تقول: ان تحريم الدين – تحريم الشريعة الإسلامية – دا الغرض منه مرحلي .. إذا كان هسع أي واحد مننا شاف ليهو تمثال زي دا ، ما بينبعث في ذهنه أي نوع من العبادة ، أو اي شعور بيها ، أو ميل .. الناس ، في أول عهدهم بالإسلام ، بينبعث في ذهنهم شعور زي دا ، لكن ما ممكن أن ينبعث في ذهنك ، أو في ذهني ، ولا في ذهن أي واحد من الناس في الوقت الحاضر .. لذلك الحكمة في التحريم هذا ، إنما حكمة مرحلية ، الحكم فيها هو حكم الوقت ، كيفما يكون .. والسر في هذا الحكم بينسحب على حالة عبادة الناس في وقتهم الماضي كما ينسحب على حالة العبادة في الوقت الحاضر ، ولكن لكل وقت حكمه .. فهل يمكن للإنسان ، مثلاُ الداعي الإسلامي ، في الوقت الحاضر ، هل يمكن له أن يقول للناس سيروا بطرق الفن إلى الله؟؟ بمعنى آخر هل الدين (الشريعة) رفع كل اعتراضه على الفنون؟؟ تلقى أنو برضو المسألة فيها نظر .. هذا النظر هو تربية الإنسان الفي حاجة لتربية .. كل مبتدئ التوزيع يضره .. إذا كان الإنسان سار بالطريق الديني المرسوم ليهو ، وكانت محاولته هي أن ينحصر في أن يوجد نتيجة بطريقة الدين ، اللي هي العبادة بالصورة الموجودة عندنا فإن الفنون توزعه ، والتوزيع يضره.