إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الزّي عنوان عقل المرأة وخلقها

بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيها النبي، قل لأزواجك، وبناتك، ونساء المؤمنين، يدنين عليهن من جلابيبهن .. ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين .. وكان الله غفوراً رحيماً)
صدق الله العظيم

مقدمة الطبعة الأولى:


إنه لمن أجل العبر التي اكتسبتها البشرية في صراعها الطويل، ونضالها المرير، من أجل الحضارة، والتمدين والإنسانية، الاقتناع بان الحقوق لا تعطى، ولا تمنح، وانما تؤخذ اخذاً، وتنتزع انتزاعاً .. وذلك انما يتم بفهم هذه الحقوق، وبالشعور بالحاجة اليها، وبالاستعداد لها، ثم باستحقاقها، وذلك بالنهوض بواجباتها، وبالمقدرة على الالتزام بتبعاتها .. ومن اجل اعانة المرأة، ضحية القهر والظلم الطويلين، ونزيلة آخر واكبر معاقل الاستضعاف من اجل اعانتها على فهم حقوقها، قام الأستاذ محمود محمد طه، من ضمن ما قام به من مجهود لنصرة قضية المرأة، قام باخراج كتيب (خطوة نحو الزواج في الإسلام) كاشفاً فيه القناع عن ابرز جوانب شريعة الأحوال الشخصية السلفية تقدماً .. كما أخرج، فيما بعد، كتاب (تطوير شريعة الأحوال الشخصية) الذي وضّح فيه بصورة حاسمة وجلية، الأسس الفكرية والدينية لشريعة الأحوال الشخصية الجديدة القائمة على أصول القرآن، والتي، بموجبها، أصبح الزواج علاقة تقوم على التكافوء بين الزوجين، وعلى المساواة بينهما في الحقوق والواجبات ..
والآن، مواصلة لجهد الاخوان الجمهوريين، من اجل جعل عام 1975 – عام المرأة العالمي – عام الثورة الكبرى، ومحاولة لتذكير المرأة الثائرة بواجباتها، وإعانتها على النهوض بها، نصدر هذا المنشور عن زي المرأة – ما هو عليه، ودلالة ذلك، وما ينبغي ان يكون عليه ..
ونحب في مقدمة منشورنا هذا، ان نؤكد، بصورة حاسمة، ان اهتمامنا بالزي ليس اهتماماً سطحياً، ولا متزمتاً، وانّما هو حرص على الحرية التي نالتها المرأة، وحرص على نموها وازدهارها .. فالمرأة قد نالت حريتها بيدها، ولم يمنحها لها احد .. ولكن الخطر يكمن في ان تتداعى هذه الحرية الى فوضى فتنهزم بين اعدائها وبين مسيئي استعمالها .. فالحرية تعني ان يفكر الفرد كما يريد، وان يقول كما يفكر، وان يعمل كما يقول، بشرط ان يتحمل مسئولية فكره، وقوله، وعمله، وفق القوانين الدستورية التي توفق بين حاجة الفرد، وحاجة الجماعة .. والفوضى تعني ان يتهرب الفرد من تحمّل مسئولية فكره، وقوله، وعمله .. ولذلك فان حرية المرأة تعني ان يكون لها حق السفور، وهو يعني الخروج مع الحشمة – مظهراً، وسلوكاً، امّا التبرّج – وهو يعني ابراز المفاتن – فهو الفوضى عينها، وهو من ثم ضد الحرية، لأنه يؤخر القيمة الإنسانية ويقدم النزوة الحيوانية، ولذا، فاننا، حينما نهتم بقضية (الزي) فانما نهتم لنذكر المراة بواجبها المناط بها لاستنقاذ نفسها من ابتذال الأنوثة وآثار الاسترقاق حتى ينفتح، للبشرية، الطريق الذي بسلوكه تنزل منازل الإنسانية والكرامة ..