إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الزّي عنوان عقل المرأة وخلقها

ماذا نريد؟


انّنا نريد ان تنهض نساؤنا بواجبات حريتهّن .. وفيما نحن بصدده من الحديث عن زي المراة، ومظهرها، فان على نسائنا لواجباً كبيراً، وخطيراً، في ان يرفضن – بفهم، وباصرار – ان يذهبن ضحية لتجار (الموضة) من مصمّمي الأزياء، ومصفّفي الشعر، وغيرهم، كما ان عليهن، قبل ذلك، ان يرفضن ان يسقطن فريسة للتصورات، والقوالب البالية، التي تبرزهّن كجنس، ومن ثم تذهب بإنسانيتهن وكرامتهن، وحريتهن .. فان جمال النساء، في المكان الاول، ليس في جمال اجسامهن، وانما هو كمال عقولهن، وخلقهن، ودينهن .. ولذلك فإن عليهن ان يكّن عوّالات على ابراز هذه الكمالات في معركتهن لاسترداد حقوقهّن، وليستخلصن، من المرأة المبتذلة الانوثة، المرأة الكاملة الانوثة – المرأة الإنسان ..

خطوط عريضة للزي والمظهر


ولتحقيق طرف ممّا ذكرناه نقترح، فيما يلي، زياً يتسم بالبساطة، والإعتدال، بين طرف التزمّت – المتمثل، بصورة جلية في زي المراة السعودية، وفي زي الاخوات المسلمات (وهما ليسا زيين إسلاميين بأي حال من الأحوال) وطرف التفسّخ والانحلال – المتمثل في الازياء الحديثة، المتأرجحة، على غير هدى، ولا بصيرة، انما استجابة لدواعي سطحية، ورخيصة .. والخطوط العريضة، التي سنقترحها، فيما يلي، ليس غرضها قهر النساء، او صبهّن في قالب زي موّحد، وانّما غرضها ان يفي زي المرأة بمتطلبات الثورة الكبرى – ثورة اكبر من استضعف في الارض، ولا يزال، ثورة النساء .. والزي الذي نقترحه، لفتياتنا، يجب ان يفي بما يلي:-
اولاً – ان يكون (الفستان) من الطول بحيث ينزل الى ما تحت الركبة حتى يكون ساتراً في جميع الحالات، وان يعمّم بحيث يكون (محتشماً) من جميع الوجوه ..
ثانياً – ان تستعمل النساء – وخاصة عند خروجهّن للأماكن العامة – الثوب الابيض، غير الشفّاف، فانّه من البساطة، والجمال، والهدوء، بحيث يغني عن المبالغة في استعمال الثياب الصارخة الألوان، الملفتة للنظر في غير ما ضرورة ..
ثالثاً – ان تتحاشى النساء استعمال الاحذية ذات الكعب العالي، فانها تخل بالمشية وتغيرها ..
رابعاً – ان تصفّف النساء شعرهّن بالاسلوب الذي يعكس الجمال في بساطة، ووقار، وهدوء، وبالطريقة التي تمكن الثوب من الاستقرار على الراس ..
خامساً – ان تتجنب النساء استعمال (الباروكات) والاضافات الصناعية الاخرى، وكذلك المساحيق، وغيرها فانّها تزّيف حقيقتهّن وتحيلهّن الى مخلوقات (بلاستيكية) تثير الاشمئزاز والنفور. وينطبق هذا الحكم على استعمال الحلي .. وغني عن القول ان الجمال الحقيقي هو الجمال الطبيعي الذي لا تدخل فيه يد الإنسان الا كدخولها (لازالة الاشواك) ولتشذيب وتهذيب الورود والزهور.
سادساً – ان تقلع النساء وخاصة عند خروجهّن للأماكن العامة – عن استعمال العطور الصارخة وما شابهها ..
هذه النقاط الست تخص مظهر المرأة وزي النساء متزوجات وغير متزوجات – خارج المنزل .. امّا المتزوجات فمتروك لهن – داخل المنزل – حرية اللّبس، والتزيّن، بالطريقة التي تروق لهّن، ولأزواجهّن .. بقيت نقطة صغيرة عن المرأة العاملة في الاعمال التي يتعذّر معها لبس الثوب .. فمثل هذه المرأة يمكنها ان تلبس، في مكان العمل، معطفاً كمعطف العمل يغطي الى ما تحت الركبة، فهو محتشم، وهو ايضاً ميسر للعمل ..