لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

الواجبات قبل الحقوق

الفهم الواعى للإسلام أوجب واجبات المرأة


إن الإعتدال لا يجىء الاّ بالإلتزام بالفكر الإسلامى الواعي، الذى ترفعه الدعوة الإسلامية الجديدة التي تقوم على أصول القرآن حيث المساواة بين الرجال والنساء، في القانون، فلا ولي، ولا مهر، ولا تعدد زوجات، والطلاق من حق المرأة كما أنه من حق الرجل. ففى الشريعة وعند السادة الحنفية المرأة الرشيدة ولية أمر نفسها ويمكن أن تتعدى ولايتها لغيرها، والمهر ليس بشرط صحة، فقد زوّج النبي من غير مهر، وتعدد الزوجات ليس أصلا في الإسلام وإنما الأصل الزوجة الواحدة للرجل الواحد ((فإن خفتم الاّ تعدلوا فواحدة)).. ((ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)) وفى الشريعة أيضا يمكن أن يملّك الرجل زوجته حق الطلاق..
إن مطالبة النساء بحقوقهن باسم الإسلام هو الحجة الدامغة التي تسكت أصوات السلفيين من أخوان مسلمين وطائفيين وفقهاء، ووعاظ الشئون الدينية والذين ظلوا على طول المدى يرهبون زعيمات الحركة النسائية باسم الدين، وبحجة أن هذه هى شريعة الله، فاذا برزت المرأة الواعية، التي تطالب بالمساواة، مستندة على أصول القرآن، فإن السلفيين سيسقط في أيديهم. من هذا المنطلق فإن الفهم الواعي للإسلام، واجب كل إمرأة، وان التقصير عنه يعني هزيمة قضية المرأة والى الأبد ..

العبادة المجودة تبرز المرأة العفيفة


إن إبراز المراة العفيفة، المسئولة، يقتضي العودة الى ممارسة منهاج الإسلام في العبادة، إذ ان العبادة تشحذ الفكر، وتبني الشخصية، وتقوّم الخلق، وذلك بفضل مقدرتها على توحيد البنية البشرية. إن تجويد العبادة على هذا النهج يخلّص المرأة من عقدة النقص، ومن رواسب الماضي، ويجعل ضميرها وحده رقيبا عليها، ويظهر الإنسان فيها، الأمر الذى يجعلها ترعى عفتها بنفسها، وبهذا ترفع وصاية الرجال عنها. إننا نلاحظ – وبكل أسف – ان الكثيرات من النساء يعتقدن أن أمر العبادة، وأمر الدين، أمران يخصان الرجال وحدهم، وفى هذا تقصير شنيع، نجد له العذر في الماضي، ولكن ما بال نسائنا اليوم؟!