لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

المرأة فى أصول القرآن

الطلاق:


والمسالة الحساسة اكثر من تعدد الزوجات، هى مسالة الطلاق، وهى من المشاكل العايزة حل سريع وحاسم، لأنها بتهدد استقرار كل اسرة .. والطلاق فى الشريعة – آيات الفروع – معروف انو بيد الرجل ، لانها بتقوم على الوصاية ، لكن آيات الاصول بتقوم على المساواة . والتكافؤ (ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف) فالنص دا بدى المرأة الحقوق المتساوية فى العقد، عندها حرية الدخول فى الزواج وحرية الخروج منه ، اذا وجدت نفسها متضررة ..
والطلاق فى آيات الاصول على حسب ما بنقدموا نحن من فهم ما بقع من الرجل ، ولا من المرأة بالطريقة الحاصل بيها اليوم .. بنشترط دخول الحكمين قبل وقوع الطلاق ، لانو قد يحصل اصلاح بالمراجعة ، وتهدئة الخواطر، والحكمين زى ما قلنا فى الشريعة معروفين (وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما) والطريقة دى سليمة، وبتحفظ كرامة المرأة وهى احسن من الطريقة البتقول الطلاق يقع قدام القاضى، لأنه دا بعرض اسرار الاسرة للنشر وقد يجرح كرامة المرأة ..
ثم المشكلة الاخيرة المستعصية، البحلها اعطاء حق الطلاق للمرأة ، هى مشكلة بيت الطاعة .. لأنو كان بيقع على المرأة لما تشعر انو الرجل ما مناسب ليها ، وما تحتمله وماتستطيع تخلص نفسها ، ويحكم عليها بالطاعة ، لكن لما الطلاق يكون فى يدها بنتهى بيت الطاعة نهاية تامة..

خاتمة:


اهو دا باختصار وضع المرأة فى آيات الاصول ، ودى حقوق كبيرة بتطالب المرأة ان تنهض فى مستواها ، بحسن التصرف فى الحرية، بأن تكون صينة فى نفسها ومحتشمة فى مظهرها، وتقبل على العبادة بقلب مفتوح، وذهن واعى ، حتى تبلغ بذلك المراقى ، ويتحقق موعود الله (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين.)
والامر دا موضح ومفصل فى كتابنا تطوير شريعة الاحوال الشخصية ، ونحيل القراء الكرام ليهو .



الاخوان الجمهوريون
امدرمان/ أغسطس 1975
ص.ب 1151
ت. 56912