إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

المرأة مكانها البيت؟؟

المرأة مكانها البيت:


هذه هى المجالات، الممكن تكون مناسبة للمرأة، عشان تدخلها، وتعمل فيها .. لكن الوضع المناسب أكثر، هو أن يقتصر عمل المرأة على بيتها .. تربى أطفالها، وتهيىء لزوجها ولنفسها، المنزل ليصير محل أمان، وراحة وعش سعادة، وإستقرار.
والعمل فى المنزل، نحن يجب أن لا نستهين بيهو، ونصغر من شأنه، بل على العكس، يجب أن نديه، مكانته البستحقها، فهو يحتاج الى تفرغ من الزوجة، والى كفاءة عالية، فى إدارته، وتنظيم الحياة فيهو، من إعداد طعام، ومعرفة بأنواعه المختلفة، وقيمها الغذائية، ومن معرفة بصحة الطفل الجسمية، والنفسية، وخلاف ذلك من دقائق أمور المنزل، التى يجب أن تحسب جميعا بحساب دقيق ..

النفقة والبيت:


ملازمة المرأة للبيت، إرتبطت بها النفقة، البنفقها الرجل عليها .. وقام فى بال الناس، رجال ونساء، أن إنفاق الرجل على المرأة هو فضيلة للرجل، وبالتالى فإن مكانتها، أقل من مكانة الرجل، طالما هو البينفق عليها .. والفهم دا أسبابو بعيدة فى التاريخ، زى ما قلنا، المرأة أصلها فى ماضيها الطويل، ما كان عندها فرصة، لكسب قوتها، وحماية نفسها بنفسها .. والإسلام لما جاء، ما أهمل التاريخ الطويل دا، ولا إستهان بالواقع، الذى وجد فيه المجتمع .. الإسلام رفع مكانة المرأة كثير، ولكنه أقر قوامة الرجل عليها، بسبب إنفاق الرجل، وحمايته ليها، فقال تعالى (الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض، وبما أنفقوا من أموالهم) .. فكأنو ضعف المرأة جعلها تلزم البيت، ورزقها يجيها من الرجل .. وبطبيعة الحال، البينفق عليك، ليه عليك سلطان .. الوضع دا ما بيزول، إلاّ بإستقلال المرأة الإقتصادى .. ولكن، إستقلال المرأة الإقتصادى الصحيح، ما بيجى، اإلاّ عن طريق الإشتراكية، وفى الإشتراكية، الإشتراكية القائمة على الفهم الإسلامى الواعى .. ذلك الفهم، البيجعل الإنسان غاية فى ذاتو: كل رجل وكل إمرأة وكل طفل، كل واحد من ديل غاية فى ذاتو، ليه كرامة وعنده قيمة، وليه مستقبل .. الإشتراكية بالفهم دا، نجدها فى ديننا: فى كتابنا، وسنة نبينا – الفهم الإسلامى دا، بيدخل عمل المرأة فى البيت، فى حسابو ويعتبره أكبر إنتاج تستحق عليهو المرأة، أجر، زيها وزى زوجها البيعمل فى المكتب، أو المصنع .. هذا الأجر، يكفله لها النظام الإقتصادى الإشتراكى. وزى ما قلنا الإنسان، هو الغاية من وراء كل عمل، تقوم به الحكومة والمجتمع .. وللإعتبار دا، فإن المرأة بتنتج أعلى أنواع الإنتاج .. هى بتنتج الإنسان نفسه .. فهى البتلد، والبتربى .. ترعى الطفل وهو فى بطنها وتعتنى به بعد أن تضعه، تغذيه وتشوف صحته وراحته، ويكبر على أيديها لغاية ما يملك أمر نفسه ..
المرأة الأم، للدور العظيم ده البتقوم بيه، قال عنها النبى صلى الله عليه وسلم: (الجنة تحت أقدام الأمهات) .. وقال لسائل سأله: (من أولى بإحترامى يا رسول الله؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال: ثم من؟ قال ثم أبوك) ..
والمرأة الزوجة، هى التى تهيىء البيت، وتجعله جنة، يأوى اليها زوجها، يجد فيه راحته، ويستعيد نشاطه، ويخرج منه لعمله، منطلق الجسم عالى الهمة، وهى، بالإعتبار دا، كأنما تشارك فى الإنتاج المادى، بطريق مباشر ..

تعليم المرأة وتدريبها:


نحن هسع من الكلام دا، ظهر لينا، أن المرأة كزوجة، وكأم، لها دور عظيم، وخطير .. ونحن كدولة، وكأفراد بنهتم، بالإنتاج المادى، غاية الإهتمام، وبندرب العاملين الى إقصى درجات التدريب، عشان يكونوا ماهرين، وإنتاجهم جيد ووفير .. فإذا كان دا هو حالنا مع الإنتاج المادى، فحقو يكون إهتمامنا بإنتاج الإنسان، وبمنتج الإنسان، ما عندو حد .. وعلى كده، يجب أن ندى عناية زايده للمرأة .. نعلمها أعلى مراتب التعليم، ونديها كل الفرص اللى تجعلها مدربة، ومثقفة، لعمل البيت ..