لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

أصول الإسلام وفروعه

الجهاد ليس أصلاً في الإسلام


الأصل في الإسلام هو الحرية.. وهي حق يقابله واجب، هو حسن التصرف فيها.. وقد بدأ الإسلام دعوته بالإسماح، وقد ذكرنا بعض آيات الإسماح ومنها قوله تعالى: ((وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر)).. ولم يرد الجهاد بالسيف في القرآن المكي – في الأصول – وبعد ما قام الدليل على صحة الدعوة، وظهر عملياً إنو الناس ما في مستوى الإسماح، نُزل ليهم لمستواهم، وجات آية السيف: ((فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)) وعليها قام الجهاد في الشريعة، فأصبح المشرك يعرض عليه الإسلام، إما يسلم، أو يُقاتَل.. والكتابي: إما يسلم، أو يدفع الجزية عن يد وهو صاغر، أو يُقاتَل.. فالجهاد بالصورة دي مش أصل في الإسلام، وإنما هو تشريع مرحلة إقتضاه حكم الوقت، وعجز الناس عن الالتزام بواجب الحرية.. فالأصل هو الإسماح، ودعوة الناس من خلال عقولهم، وبالإقناع..

الشورى ليست أصلاً


وكذلك الشورى، فهي ليست أصل، وليست ديمقراطية.. وإنما هي تشريع وصاية، جعل فيه النبي الكريم وصي على الأمة، يشاورهم، فإذا رأى رأيهم يتوكل على الله ويعمل بيهو، وإذا رأى غير رأيهم يعمل برأيه، ويتوكل على الله.. ودا معنى قوله تعالى: ((وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين)) فالشورى ليست ملزمة.. وهي طبعاً ليست لكل الناس، وإنما البيستشاروا عدد قليل سمّوا أهل الحل والعقد.. فالشـورى بذلك تشريع وصـاية، وهي فرع.. والأصل هو الديمقراطية، البتقوم على الآيات الكريمات ((فذكّر إنما أنت مذكّر * لست عليهم بمسيطر)).