إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

المرأة والدعوة الى الدين

المرأة خرجت ولكن!!


ربنا لما قال: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم، فاستشهدوا عليهن اربعة منكم.. فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت، حتى يتوفاهن الموت، او يجعل الله لهن سبيلا).. في الآية دي ربنا أدى النساء، الاذن في حرية السفور، لكن بشرط، هو ان يحسن التصرف فيها.. والا يمسكوهن في البيوت.. والليلة النساء خرجن.. لكن خروجن دا عايز شوية نظر.. ولازم من الاول، يكون واضح، انو خروجن ما كان مغالبة لى امر الله.. لكنه كان مراد من الله.. وعشان يكون مرضي من الله، تجي شوية النظر دي.. وهي تعنى: ان يخرجن خروج مقوم، على الطريقة العايزها أدب الدين، وأدب الدين هو الذي سيصبح، ويوجه، العرف الانساني اليوم..
وأصلو الدين لما يجي، بشوف الاعراف الفى المجتمع، بيبعد الطالح منها، والصالح بيهذبه، وبنميه لقدام.. زى المزراع، لما يلقى نبات القمح، مثلا، ومعاهو الحشائش، يزيل الحشائش، ويخلى القمح ينمو.. فهسع العرف، انو النساء يخرجن، دا عرف جميل جدا، والدين يقبله، لأن الدين أغراضو، كلها، تكريم الانسان.. وتكريمه لا يكون، الا لما يكون حر، ويمارس حريته في المجتمع، وهو مسئول عن كل الحاجات البقولها، والحاجات البعملها.. اذن النساء يخرجن، بعد ما الدين يقوّم خروجن، ويكونن مسئولات عن حسن التصرف في الحرية الأداها ليهن.. وكمان ما تنسى، انو بقى ما عملي، ولا ممكن، ولا مطلوب، نرجع النساء للبيوت مرة ثانية.. ولو جاء نظام عايز يرجعن للبيوت دا بكون نطام متخلف.. نظام يدعو للتخلف، وللجهل.. كما ان الاصرار على بقاهن في البيوت بيجمد وعيهن، ويضعف شخصياتن، ويفقدن التجربة، ويشغلن بسلبيات مجتمع الحريم، حيث الثرثرة الفارغة، والغيبة، والنميمة..
وبرضو ما ممكن نرجع النساء للبيوت، لانو الحياة متطورة باستمرار، وهي ما شة ليقدام، فما ممكن نرجع عقارب الساعة للخلف، والما بواكب التطور دا، مصيره الانقراض.. دا قانون..