لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

أناشيد في طريق الرجعى

القصيدة الخامسة

الأوبـة



يا ظلمة في داخلي اثقلت خطوي فانجلي
حتى يلاقي آخري في درب عودي أولى

طالت بأرضي غربتي أيان يوم الأوبة؟
حتى ألاقي موطني وأقيم بعد الغيبة

ألفيت عندي كل رين إرثاً وحرثاً محضرين
لو قمت وقتي كله لاشتد وطأ الأصغرين

أسرعت فاتبع خطوه قصصاً ولا تك حذوه
فالشمس تبدى ظلها والشمس تقضى محوه

يا قولتي فلترجعي خوف استراق المسمع
يا فعلتي فلتقدمي يحدوك خوف الطامع

دارى خراب بعضها لمّا تعمر أرضها
يحيي ثراها موتها يعلي ذراها خفضها

يا ليتني في موته أرقى بمرقى سمته
أبكى فتطغى فرحتي إذ أنني من نبته

يا ليتني في ثلثه أحيا بمرأى بعثه
دمعى يروِّي فرحتي إذ أنني من حرثه

يا ليتني في عرسه أحيا بمحيا نفسه
بالدّمع تنمو فرحتي إذ أنني من غرسه