لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

أناشيد في طريق الرجعى

قصائد
الشيخ عبد الغني النابلسي




القصيدة الاولى

أنوار سلمى



كل شئ عقد جوهر حلية الحسن المهيب
دع جمال الوجه يظهر لا تغطي يا حبيب
طول ليلى فيك أسهر زاد شوقي والنحيب

كان قلبي عنه غافل وهو لا يغفل عني
فانثنى يختال رافل بثياب النفس منّي
فأنا للحق مظهر بين أهلي كالغريب

يا مسمى بالأسامي كلها وهو المنزه
أنت في الكل مرامي فيك عيني تتنزه
ساطع الطلعة أزهر في شروق ومغيب

هب لراعي الدير يفتح نوره الشعشاع باهي
واسمع النغمات ترتح واغتنم صوت الملاهي
وقتنا نقرات مزهر وغناء العندليب

يا سقاة الراح قوموا طلع الفجر علينا
عن سوى الخمر صوموا أين من يفهم أين؟
كأسها أبهي وأبهر عندنا من نفخ طيب

خمرنا خمر المعاني عتّقت من قبل آدم
ولها نحن القنان من زمان قد تقادم
من يذق بالسر يظهر بين ناء وقريب

لمعت أنوار سلمى لك من خلف الستائر
لا يكن طرفك أعمى عن تناويع الاشاير
أن أمر الحق أظهر عند غير المستريب

صل يارب وسلم لي على المختار طه
من له كنت تكلم ليلة الأسراء شفاها
فضله لا زال يشهر بين غر ولبيب

وعلى آل النبي وعلى كل الصحابة
ما أتي عبد الغني بالمعاني المستطابة
ولذات الخدر أمهر ما حواه من نصيب