لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

إنشاد القصائد الشعراء المنشدون مقدمون

القصائد العرفانية

نعم لقلوب العاشقين سرائر

عبد الغني النابلسي

نعم لقلوب العاشـقين سرائر * من الغيب قد ضُمّت عليه الضمائر
يحركها صوت السماع بوقعه * فتظهر منها للعيـان الأشاير
هو الدف والطمبور والوتر الذي* يسير به للوتر في الكون سائر

أعد ما بدأ يا منشد القوم عندنا * بصوتك واطربنا فيرشـد حائر
وتُفتح أغلاقُ المعارف واللقاء * تُدق له بين القلـوب البشائر

وأظهرت سراً طالـما قد كتمته * وبالغير في أرض القريحة غائر
كشفتَ حجـاب الكون عنا بذكر * من عليه من الأغيار مدت غدائر
وأذكرت عهداً من ألست بربكم * به شخصت منا اليه البصائر

وقد حيعل المزمار بالوجد بيننا * وضجت بتأذين الغنـاء المنابر
ألا أيها الناى الرخيـم كشفت عن * سرائر شوقي يـوم تبلى السرائر
واشبهتني في نفخ روحي وقد بدا * لقلبي هنا من سر قلبي الذخائر

عليل الهوى أضحى يعلّله الهوى * وقد جُبرت بالكسر منه الجبائر
يموت ويحى كلما لمعت له * بروق الحمى النجدي غرد طائر
وما كل أُذن طارقات الهوى تعي * وما كل طرف فيه تجلى الحرائر

تغار سليمى ان رأى غيرها إمرءٌ * كما قد عهدناها تغار الضرائر
على مثل هذا الوجه تلتهب الحشا * ومن حسنه فينا تشق المرائر
وما ذاك الا وجـه سلمى فإنه * يغاير للأشيـاء وليس يغاير
بدا فأزيلت عنه أستار غيره * وقد غفرت للمذنبين الكبائر