لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

إنشاد القصائد الشعراء المنشدون مقدمون

القصائد العرفانية

أطلق الكأس

عبد الغني النابلسي

أطلق الكأس بعد طول احتباس واسقنيها ما بين ورد وآس

خمرة كأسها ألست، قديما، وحديثا عقلى وكل حواسي
شرب الكون فهو سكران منها وتراه معـــربدا بالناس

يا نداماى ما على شاربيها حيث باحوا بسرها من بأس
ملأتهم فالآن تقطـر منهم بقياس لهم وغير قيــاس

لم تدع فضلة بهم لسـواها طهرتهم من سائر الأنجاس
فليهيمو بل فلتهم هى عنهم واحرسوها يا جملة الحراس

فتحو باب ديرها فشـممنا نفحة المسك من فم الشماس
وسكرنا براهب الدير لما هب منها معطر الأنفـاس

فإذا قال أو رنــا أو تثنى منه ذابت عروشها والكراسي
جل وجه يلوح من كل شيء فيريك المشكــاة بالنبراس

نابت عـنه كلما كان منـه مثل نبت المعنى من الإحساس
عميت كل مقـلة لا تـراه ظاهــرا فهى مقلة الخناس