لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

إنشاد القصائد الشعراء المنشدون مقدمون

القصائد العرفانية

ألم تر أن الله أسرى بعبده

محي الدين بن عربي

ألم تر أن الله أسـرى بعبـده * من الحرم الأدنى إلى المسجد الأقصى

إلى أن علا السبع السماوات قاصدا * إلى بيتـه المعمور بالمـلإ الأعلـى

إلى السدرة العليا وكرسيّه الأحمى * إلى عرشه الأسنى إلى المستوى الأزهى

إلى سبحات الوجه حتى تقشعت * سحاب العمى عن عين مقلته النجلا

وكان تدلّيه من الأمر إذ دنـا * من الله قربا قاب قوسين أو أدنـى

وكانت عيون الكون عنه بمعزل * تلاحـظ ما يسقيه بالمورد الأحلى

وخاطبه بالأنس صــوت عتيقـه * توقف فربّ العرش سبحانه صلى

فأزعجه ذاك الخطاب وقال هـل * يصلّي إلهي ما سمعـت به يتلـى

وشال حجاب العلم عن عين قلبه * وأوحى إليه في الغيوب الذي أوحى

وعاين ما لا يقدر الخلق قدره * وأيّده الرحمــن بالعروة الوثقـى