لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

إنشاد القصائد الشعراء المنشدون مقدمون

القصائد العرفانية

إن للإحسان نورا

عبد الغني النابلسي

إن للإحسان نورا يملأ القلب سرورا
وبه الأموات تحيا بعدما زارت قبورا
جنة الدنيا لمن قد شهد الدنيا غرورا
وهو يمن وأمان نافخ مني صورا
وهو ما بيني وبيني لم يزل يضرب سورا
أطلعت منه سمواتي شموسا وبدورا
وعروس الخدر تجلى أخذت كلي مهورا
وتجاراتي لديها إن أرادت لن تبورا
نثر الدوح علينا في ربا نجد زهورا
فانتشقنا نسمات وتأملنا النهورا
وجنينا ورد خد وترشفنا الثغورا
أيها الغائب عنا لا تقل بالله زورا
اترك اللوم ودعنا نشرب الحب خمورا
وعلى الحب أعنا إن تجد فينا قصورا
علنا من وجه هذا اللوح أن نمحو سطورا
والتجلي دك مني ومن الأكوان طورا
ليت هذا الأمر لو يدنو من القلب خطورا
والذي ينفر عنا ليته ينفي النفورا
عزة في كبرياء أرخت الكل ستورا
وهو ما زال على ما كان جبارا غفورا
والذي نحن عليه لم نزل فيه حضورا
ولقد أرسل أعواما علينا وشهورا
وأويقات وساعات توالت ودهورا
وعلا عن كل شيء وعن العلو وفورا
إنما الإحسان من إحسانه الوافي أجورا
وبه الأفلاك دارت ساكنات منه دورا
وبه الأملاك قامت تخدم الرب الشكورا
فاجتهد فيه وجاهد وعليه كن صبورا