لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

إنشاد القصائد الشعراء المنشدون مقدمون

القصائد العرفانية

تجلى الله في أم الليالي

عوض الكريم موسى

تجلى الله في أم الليالي * على الأكوان من غيب المثال

واشرق وجهه في كل فج * فأشرق كل وجه بالجمال
تنزل بالسلام على البرايا * فبدل حالهم أمنا بحال

وانشأ منهمُ خلقا جديدا * وتوج كل خلق بالكمال
وأنشأ عرشه في كل قلب * وانشأ جنة في كل بال

وأمضى السبع خضرا زاهرات * ومد الظل في الألف التوالي
هو الإنسان وارث كل فضل * وسيد كل وقت أو مجال

وليلة قدره فيها تجلى * على قدر تجليه الكمالي
وزوج هذه الدنيا بأخرى * ومدهما بأسباب الوصال

كمال الدين ليس له بلوغ * فعند المنتهى شد الرحال
هو الإنسان بدأ ثم ختما * تعالى ذو الجمال وذو الجلال

تدين له البرايا مسلمات * ويعنو كل شئ في امتثال
تنزل في العقول وظل كنزا * خفيا عن تمنّ أو منال

وهاهو قد أتى حقا يقينا * فحقق ما خلا أو في الخيال
وصرنا منه في حول وطول * وحال شهودنا عين المآل

يصفي خيرها من كل شر * ويهتك ما تسربل بالمحال
هو القيد الذي يبدي إلينا * من الإطلاق آيات الأعالي