تجلى الله في أم الليالي * على الأكوان من غيب المثال
واشرق وجهه في كل فج * فأشرق كل وجه بالجمال
تنزل بالسلام على البرايا * فبدل حالهم أمنا بحال
وانشأ منهمُ خلقا جديدا * وتوج كل خلق بالكمال
وأنشأ عرشه في كل قلب * وانشأ جنة في كل بال
وأمضى السبع خضرا زاهرات * ومد الظل في الألف التوالي
هو الإنسان وارث كل فضل * وسيد كل وقت أو مجال
وليلة قدره فيها تجلى * على قدر تجليه الكمالي
وزوج هذه الدنيا بأخرى * ومدهما بأسباب الوصال
كمال الدين ليس له بلوغ * فعند المنتهى شد الرحال
هو الإنسان بدأ ثم ختما * تعالى ذو الجمال وذو الجلال
تدين له البرايا مسلمات * ويعنو كل شئ في امتثال
تنزل في العقول وظل كنزا * خفيا عن تمنّ أو منال
وهاهو قد أتى حقا يقينا * فحقق ما خلا أو في الخيال
وصرنا منه في حول وطول * وحال شهودنا عين المآل
يصفي خيرها من كل شر * ويهتك ما تسربل بالمحال
هو القيد الذي يبدي إلينا * من الإطلاق آيات الأعالي