أنا برضو الأمل الكبير في الإخوان ناس جبهة الميثاق، خصوصًا في الجامعة وفي المعاهد يخليني أمشي شوية في نقطة الشريعة.. والحقيقة كأني أنا أحب أن أخاطبهم هم في الوضع ده.. إذا كان تطوير الشريعة مرفوض عندهم، وده طبعًا هو رأي الحزب الجمهوري.. أن الشريعة ما هي الأصل، الشريعة فرع، وأنها بتتطور في بعض صورها لتنطبق أكثر على الأصل، وبتطويرها بنصل للحكم الديمقراطي والاشتراكي، الـ بيكون فيه دستور.. أنت عندما تتكلم عن الدستور تكلمت عن الديمقراطية.. لا يمكن الإنسان السوي أن يقول أن الدكتاتورية عندها دستور، ولو أنه ده ما عليه الأوضاع الحاضرة.. الدكتاتوريين، مثلًا الشيوعية تدعي أنها ديمقراطية وعندها دستور، ده تزييف، ده الوقت اللي ينكشف.. ما في دستور إلا عند الحكم الديمقراطي.. والحكم الديمقراطي هو الحكم الـ بيديك حق الاختيار بين اثنين على الأقل.. لكن إذا كان إيه رأيك في فلان رئيس للجمهورية، إيه رأيك في جمال عبد الناصر رئيس للجمهورية، ده ما دستور ولا ديمقراطية.. أنت ما عندك حق الاختيار، عندك واجب أن تختار رجل بعينه.
هنا الموضوع ده، قال الشريعة الإسلامية، عند جبهة الميثاق تطوير الشريعة مرفوض.. طيب النقطة اللي أنا عايز نكون بنسأل فيها أنفسنا هي أن جبهة الميثاق، مع التزامها على مع الشريعة السلفية، أعطت المرأة بعد أكتوبر حق الانتخاب وحق التصويت.. ده في الشريعة السلفية ممنوع.. الشريعة السلفية تقول أن المرأة لا تخرج إلا إذا كانت محتاجة للخروج، لأنه ما عندها من يعولها.. وتخرج بلباس محتشم ما تبرز إلا وجهها وكفات أيديها.. ولا تختلي بالأجنبي في محل عملها.. ما عندها حق التصويت ولا حق الانتخاب.. ده في الشريعة المرحلية ودي ما الكلمة الأخيرة الـ عايزها الدين.. إذا كنت أنت مستعد لتطور الشريعة المرحلية لتجلو أصول الدين، المرأة عندها الحق مع الرجل على قدم المساواة.. "لهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة".. "لهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" دي الآية في الدين اللي بتفتح الطريق والأمل أمام المرأة، لأنه في أصل الدين المرأة مساوية للرجل مساواة مطلقة.. يعني عندما ينصب الله الموازين في الدين ما بيسأل عن المرأة زوجها ولا أبوها ولا أخوها ولا أمها، زي ما بيسأل عن الرجل غيره.. "كل نفس بما كسبت رهينة".. ده أصل ديننا.. لكن الشريعة لأنها مشدودة لمخلفات الماضي انشدت لتعطي المرأة حقوق ناقصة.. ما هي الشريعة الأخيرة، هي شريعة مرحلية.. إن كنت أنت بتطورها، يبقى يمكنك أن تعطي المرأة حق التصويت وحق الانتخابات وتمشي بها للحق المساوي مع الرجل.. إن كنت ما بتطورها، ألزمها على صورتها ديك، ما فيها حق الانتخاب ولا حق الترشيح.. فأنا أحب الإخوان ناس جبهة الميثاق أن يسألوا أنفسهم.. ليه المفارقة دي؟ برضو القضية الـ نحن قرينا لكم فيها هنا، مسألة معهد المعلمين العالي الـ قرينا بياننا، برضو الإخوان بتاعين جبهة الميثاق أعطوا المرأة الشابة الحق لتجي حاضر في معهد المعلمين العالي.. وده مفارقة للشريعة السلفية.. فإذاً نحن بنسأل، الشريعة الـ عايز يديها الترابي السيادة هي ياتها؟ هل هي شريعة تنخرق عند الحاجة؟ ولا هي الشريعة السلفية ولا هي الشريعة المتطورة حسب ما يدعو الجمهوريون؟ إذا كان الوضع ده واضح أنا أفتكر أن الناس يجب أن يكونوا جادين في تصحيح أوضاع الدعوة الإسلامية.. لأنه الدعوة الإسلامية معرّضة لخطر حقيقي.. اللي هو انصراف شبابنا الواعي عنها، لأنها معروضة بصورة مشوهة.. ونحن نعتقد أن المثقفين واجبهم في هذا الأمر أكبر من واجب غيرهم.. الواجب في الإسلام ينصرف على كل الناس.. لكن من المؤكد أن العارف واجبه قبل الإنسان الجاهل.
أنا أفتكر أن الأمر ده برضو ينصرف للإخوان الـ مشوا ليجدوا الحلول في غير الإسلام، شيوعيين أو وجوديين.. خطابنا لهم أنه يجب أن ترتفعوا لمستوى ثقافتكم وأن تعرفوا أن الأخطاء المرتبطة بالدين واللي بتظهر على الدين هي أخطاء رجال الدين مش الدين.. وأنه في الحقيقة بلدكم ده لا يمكن أن تحرروه بدعوى تعارض الدستور الإسلامي بماركسية أو بوجودية.. الشعب ده درج على الإسلام ومحبته للإسلام كبيرة، وبينبع من أصالته ومن استعداده الفطري، أكثر من كثير من الشعوب.. والطائفية هي آفة البلد ده، ولا يمكن أنت أن تحارب الطائفية بأن تقول ماك عايز الدستور الإسلامي أو أن تموه المسألة.. إذا كنت أنت عايز تحرر شعبك، نازل الطائفية في دعواها للدين، أبرز عيوب دعواتها للدين، أظهر غرضها وجهلها بالدين، بالصورة دي تسحب البساط من تحت أقدامها، وتصل للمعين الصافي إن شاء الله يكون عليه تحرير هذه البلاد.
الخطاب ده في الحقيقة أنا أوجهه للإخوان أعضاء جبهة الميثاق بصورة خاصة، وللإخوان الـ انصرفوا عن الدين بصورة عامة.. ونحن أملنا في الجامعة كبير أن الجامعة ما يجب أن تكون انعكاسات لتنظيمات خارجية تآمرت على الشعب.. الجامعة يجب أن تكون منار تغيير الأفكار الخارجية.. من الجامعة يخرج الفكر ما تخرج التبعية.. أنا أفتكر نحن دعوتنا في الأساس ده قائمة ونحن نعتقد أن التاريخ لكم بالمرصاد وسوف تحاسبون عما تعملون.. شكرًا.