ربنا أنزل تشاريعه، وأرسل رسله، وأرسل ملائكته، وأعاننا بالوجود دا كله لتنمو عقولنا.. لكن العقول عندها آفة، هي أنه العقول بتنحرف، بتمشي مع المخاوف، وبتمشي مع الأماني.. التفكير المنحرف.. ونحن عندنا الاسلام جاء، من أول وهلة، وواجه المشكلة بتاعة الانحراف في الحديث النبوي الشريف: (لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به).. فجات رياضات الدين في عباداته لتقوي الفكر، لتحيد الفكر ان شئتوا، ألّا ينحرف مع الرغبة، وانما يطلب الحقيقة كما هي.. الفكر اللي بيطلب الحقيقة كما هي دا غرض الدين.. فاذا عرفنا "الدين نقل ما عقل" حدودها شنو، يبقي نستطيع أن نعطي العقل كرامته.. وما في كرامة بدون العقل.. معنى "الدين نقل" أنه ما جاءنا من نبينا من تشريعات في أمر عباداتنا التي بها نستطيع أن نحيد عقولنا، وأن نؤدبها، وأن نسيرها في الصراط المستقيم، دا ما موضوع عقل، دا موضوع نقل.. يعني الظهر أربع ركعات.. ما من العقل ان تقول انت ليه اربع ركعات؟؟ دا ما معقول.. لا!! دا يُنقل، والايمان هو البيسعفك فيهو.. فكل ما جاء من نبينا، وبينه لينا في أمر الشريعة، هو ما يجب أن يؤخذ لنعمل بيهو، لتجيء القاعدة: (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم).. من عمل بما علم من الشريعة نقلا عن النبي تنور عقله بتعليم الله ليهو بالحقائق اللدنية.. الحقائق في دقائق الدين، وفي أسرار الوجود، يجدها في العمل بالشريعة، يجدها عن طريق فكره.. فيبقي الفكر المروض هو غرض الدين.. ما يجب أن نظن غير كدا.. اذا نحن جينا للدين بهذا المستوي من الفهم، وعملنا في الدين لنصل الي العقول الصافية، المروضة، القوية، الماشة علي الجادة المستقيمة، نستطيع أن نكون سادة الآلة، سادة العلم، ولا يمكن الدين، بهذا المستوي، أن يكون عنده عداوة مع العلم.. ويبقي، بالصورة دي، التنمية الاجتماعية نستعمل فيها كل المناشط العلمية البتجعل التنمية الاقتصادية ممكنة، البتجعل تطبيق الديمقراطية اللي هي الحرية ممكنة.. اللي بتجعل المجتمع ماشي ليكون الوالد الشرعي للانسان الكامل..
أها دي بتسوقنا الاسرة مرة ثانية – الاسرة النحن قبيلك بدينا بيها.. وفي الحقيقة نحن عندنا التنمية الاجتماعية في غاية الاهمية.. في بعض الناس، لعلكم بتكونوا عرفتوا عنهم، أهو زي، مثلا، بورقيبة.. بورقيبة كان بفتكر ان الصيام معوق للتنمية.. حتى زي جاء خبر عنه أنه أفتي بأن الناس ما يصوموا.. سمعنا نحن بخبر زي دا.. بعض الناس بفتكروا أنه المرأة في البلاد المتخلفة فيها المرأة دا تعطيل نصف المجتمع، ولذلك التنمية الاجتماعية بتكون معطلة لأنه المرأة مستهلك.. كأنه نصف المجتمع بينتج، وبيستهلك كل المجتمع.. النصف البينتج والنصف الما بينتج.. فكأنه انتاجية النصف البينتج ضايعة.. نحن ماشين في الاتجاه أنه المرأة تشتغل في الانتاج، بقدر ما نحن ماشين في أنه المرأة تنهض، لأنه التنمية الاجتماعية غرضها تحرير الافراد، والمرأة أكبر مظهر للمجتمع المتطور، المنمي، في كمه وكيفه.. ونحن في رأينا أنه المناشط البيعمل فيها الرجل، والمناشط البتعمل فيها المرأة، كلهم بيدخلوا في التنمية الاجتماعية.. اذا كانت التنمية الاجتماعية غرضها الانسان، تنمي المجتمع من أجل أن تنمي الانسان، المرأة هي البتنجب الإنسان.. فيبقي عملها في انجاب الانسان حقه يدخل فيما نقومه نحن، وما نعطيه وزن – ما نعطيه أجر ان شئت – لئلا تكون المرأة عالة علي المجتمع، وتعتبر انها ماها منتجة.. كأنه النظرة موش راح تكون، ودي النظرة البيجيبها الدين، موش راح تكون أنه المرأة تدخل في منافسة في الانتاج في الحقول، وفي الورش، وانما تعاد النظرة في تقييم انتاج المرأة، كمنتجة للاطفال، ومربية للاطفال، وربة للبيت البيأوي ليهو الانسان المنتج في الخارج.. ليجي يلقي فيهو الدفء ويلقي فيهو المحبة، ويلقي فيهو العطف، ويلقي فيهو الفهم.. فالاسرة، مرة ثانية.. قبل ما نصل للفرد ليكون غايتنا لا بد أن تكون عندنا نظرة كبيرة جدا للاسرة.. ولو نحن لاحظنا انه في بداية نشأة المجتمع، الفرد كان، ولم يكن المجتمع، ثم الاسرة كانت، ولم يكن المجتمع.. ونحن دخلنا، في دورة كبيرة جدا من تنمية المجتمع، الي أن أصبحنا بنخطط ليهو الآن.. ويجب أن نوجهه التوجيه السليم، لتكون التنمية الاجتماعية، باعادة تكوين الاسرة علي كرامة كبيرة جدا، ما تكون فيها المرأة هي الخادمة في البيت، وانما تكون المرأة هي الملكة في البيت.. ثم يسير الفرد البننتجه من الاثنين الكريمين ديل ليبرز الي مقام كرامته.. ودا يكون الغرض من التنمية الاجتماعية يوجهها الدين..
في حاجة كثيرة كان يمكن أن تقال في جانب الدين.. في شرح أكثر.. ما أعرف، المقدمة طالت.. اذا كان في أسئلة حوله يمكن نتكلم عنو.. لكن أنا، بطبيعة الحال، داعية الي اعادة النظر في الدين بفهم جديد.. نحن المسلمين يجب أن نفهم ديننا فهم دقيق، مضبوط، وصحيح.. وسيلتنا ليهو موش المجازفة بالفكر، انما ترويض الفكر بالعبادة الصحيحة، الفاهمة، ليكون غرض الدين تحرير الفكر، وتقوية الفكر.. كما هو وارد: (وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم).. العلة شنو؟ (لعلهم يتفكرون).. نحن ما مع الفكر المجازف بدون رياضة، لكن، قولا واحدا، نحن مع الفكر الدقيق، المستقيم، البيتخذ وسيلة العبادة ترويض ليهو.. موش ليكون المتدين مغفل، ليكون المتدين مفكر في قمة الفكر، حتي يوجه كل المناشط البشرية لتكون في خدمة الفرد، ليكون حر، ليكون كريم، ليكون كامل.. اعادة النظر دا في أمر الدين كانت بتحتاج لكثير من التفصيل، افتكر، لكن المقدمة طالت.. اذا كانت اتجهت ليها اسئلة يمكن أن تجد المحاولة لاجابتها ان شاء الله.. شكرا..