لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

قصائد تمجد الموقف

موقع الفكرة


قصائد كتبها بعض الشعراء لتمجيد مواقف الأستاذ محمود محمد طه

الي العارف بالله الأستاذ محمود محمد طه
د. معتصم سيد أحمد القاضي



يا صاحب الطوفان هذا شرعهم * من لم يكن منهم يكن زنديقا

مصوا دماء الشعب فهى قصورهم * طالت علوا شاهقا و سحيقا

آتاك ربي العلم فكرا صادقا * فبخلق أهل الحق كنت خليقا

لم يسمعوك و لم يعوا ما قلته * بل زوروه و كذبوا تلفيقا

جعلوا أكفهم على آذآنهم * و أتوا بران بالقلوب لصيقا

لبسوا لباس الدين للدنيا هوى * ورأوا بصدقك عا ئقا ومعيقا

فتدبروا أمرا فنضح اناؤهم * وأتوا عليك بحكمهم تطويقا

ودوا لو أنك ساجدا مستشفعا * فيباد جمعك كله تفريقا

فجهرت قول الحق في قاعاتهم * بهت القضاة مشيرهم و فريقا

لا خوف لا طمع بقلبك سيدا * متعبدا حرا فصرت طليقا

فكشفت عن حوض المعارف حجبها * و سلكت درب العارفين طريقا

ترجو الاله وسالك في دربه * فدنوت من قوسين كنت مطيقا

حسبوك من حبل المشانق جازعا * فشددته لله أنت وثيقا

حشروا فنادوا تلك أبشع موتة * وكذا سيذهب فاسقا هرطيقا

سترون نعلا طائشا من محدث * عاض لسانا بارزا و مريقا

ناداك ربك عندها من تحتهم * أن الق حبلك غالبا صديقا

فوقفت بالوادي المقدس في تقى * رجلا نقيا طاهرا و أنيقا

و خلعت نعلك للاله تأدبا * و مشيت نحو الله أنت رفيقا

ما زاغ بصرك في المنصة ما طغى * هي سدرة للمنتهى تصديقا

جاء التجلي عندها في نوره * وكساك ثغرا باسما ورقيقا

فصعدت في المعراج لطفا رائعا * وذهبت اسراء له تحليقا

وأتاك كوثر عابقا في مسكه * وسقاك مختوما صفا و رحيقا

و الروح كانت في المقام بقربه * و مقام محمود كفى تشويقا