لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))
قصائد كتبها بعض الشعراء لتمجيد مواقف الأستاذ محمود محمد طه
تأويلان للوقفة المشرقة
للأستاذ محمد الجزولي سنهوري
التأويل الأول:
سامقا كان ... كالنخل ؟
لا .. كان أسمق
باسماً كان يسمو إلى المشنقة
يرتدي شارة البذل والزهد والإنتماء
أيها الموت .. أنت الجبان إذاً
ما فهمت اندفاع الفراش إلى المحرقة
هل ترى ؟ ها هو الفجر ينهض من قبضة الليل
يلقي علينا سلام الشموس
يبسم الغيم للأرض .. تأخذ زينتها .. ثم يا عجباً ..!
من صميم الأسى تنبت الزنبقة
ويلنا .. أنت أصدق من حشرجات القوافي
فلن يبلغ الشعر ملحمة الوقفة المشرقة ..
كافر .. هكذا قال جمع البغاة
وما أدركوا .. هم عبيد الذهب ..
كيف تعبد ما يعبدون
خسئت كلمات التشفي فلست الذي يهلك
أنت حي .. وهم ميتون ..
لم يمت من مشى في دروب الحياة نبيلاً
وطاب له المسلك
أنت تسمو ... وهم يصغرون
راسخاً كنت في موقف الحق
لم يتفتق فيك خوف الردى ..
فمتى اندثرت فكرة صائبة ...؟
هالك ..؟ كذبوا .. ليس أقبح من لحية كاذبة .
التأويل الثاني:
هكذا يشتهى الموت ..
باب السماء يهش ..
وروحك عصفورة نزفها لحنها
والسحابات ترشف منها الغناء
إنها الأرض تبعث قربانها للسماء
تستقيم البلاد علي وخزة العز
ترفض فاكهة الإنحناء
تستفز السنابل عاصفة الرمل ممشوقة ..
يستهل النخيل احتفال الفداء
إن ورد المحبة يسطع
يا ربنا .. خذ إليك الشهيد الذي أخرج الناس
من غفلة الروح والأنكفاء
آتنا وطناً يستضيف القصائد دون بكاء
هكذا يشتهى الموت والإنتماء .