لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

قصائد تمجد الموقف

موقع الفكرة


قصائد كتبها بعض الشعراء لتمجيد مواقف الأستاذ محمود محمد طه

يا محمود.. نكاد نراك !


(إلى روح محمود محمد طه في الخالدين)

الشاعر: فضيلي جماع



(1)

...
في ليْلِ الإحباطِ الدامسِ
في كلِّ أماسينا الحالكةِ الظلمة
في سعْي قوافلِنا للنورِ
وعند هتافِ حناجرِها
للعِتْقِ وللحرِّية ،
يا محمودُ.. نكادُ نراك !
وسامة روحِك تهبطُ
من برْزخِها السامِقِ قمراً ،
نبراساً من فيض الرحمة ،
وتراً صوفيَّ الترنيمِ
وقوساً ، أو حُزْمةَ ضوْءٍ قدسيٍّ
يتوزّعُ فينا ،
في توْقِ الإنسانِ إلى ملكوتِ العِتْقِ
وضحكةِ شمْسِ الحرِّية !
في كلِّ أماسينا الحالكةِ الظلمةِ
يا محْمودُ ، نكادُ نراك
أبِيَّ النّفْسِ ..
جبينُكَ مرْفوعٌ
بحُداءِ الإنسانِ..
إلى مجْدِ الإنسانِ –
خليفةِ ربِّ الكونْ!

(2)

ويا حلّاجَ القرْنِ العشرينْ
ما زالَ تنابِلةُ السلطانِ
وطابورُ العلماءِ الزيفِ
وجيْشُ القوّادينَ ،
حضوراً..
يصْطفّون سِراعاً
خلف الصيْحةِ بالتهليلِ..
وبالتكبيرِ ،
ويقتسمون جهاراً
باسْمِ المصحفِ
عرقَ الفلاحينَ
وخبْزَ الأيتام!
ونحن نكادُ نراكَ
وسامة روحِكَ تهبِطُ
من برْزَخِها السامِقِ
لهباً قُدُسياً يتوزّعُ فينا
نوراً يأخذُنا هوْناً ..
كالرُّؤيا قبْلَ أذانِ الفجْر،
من ديْجُورِ اليأسٍ
إلى شُرُفاتِ حياةٍ،
كنْتَ لموكبِها الحادي
وكنْتَ الشامِخَ عندَ جلالِ الموتْ !
ويا محْمودُ .. نكادُ نراك
تضئ بنورِ البسمةِ عالمَنا
وتعلِّمُنا أن نغْرِسَ..
شجرَ النخْوةِ فينا ،
يا إنسانَ زمانٍ كانَ..
ويا إنسانَ زمانٍ آتْ
يا إنسانَ زماني !

فضيلي جماع
18 يناير 2015