لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))
لقطات سينمائية من الأرشيف تعكس نشاط الاخوان الجمهوريين في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ..
بالإمكانيات المحلية المحدودة كان الجمهوريون يقومون بإعداد وطباعة الكتب بماكينة الرونيو في أحد "بيوت الأخوان" في عمل جماعي لا يعرف الكلل أو الملل .. وكان الأمر يتم بسرعة مذهلة اذ أحيانا تتبلور فكرة الكتاب في الجلسة المسائية فيكتب في ليل ذلك اليوم ويعرض على الأستاذ محمود ليراجعه ثم يأخذه أحد الاخوان ليطبعه بالآلة الكاتبة (أو ليخطه بيده) على ورق خاص بماكينة الرونيو .. وفي هذا الأثناء يكون أحد الفنانين قد صمم له غلافا مناسبا .. ثم يؤخذ العمل بعد تجهيزه ومراجعته الى غرفة الطباعة الصغيرة في منزل الاخوان لتبدأ الطباعة في نفس الليلة ثم يتم جمعه وتغليفه كما يظهر في هذا الفيلم التسجيلي .. وعند الصباح الباكر يكون الكتاب جاهزا ليعرض في الجلسة الصباحية ليأخذه الاخوان والاخوات في حملتهم لتوزيعه ..