إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

من تاريخ الحزب الجمهوري السوداني

د. محمد محمد الأمين عبد الرازق


على شرف مئوية الأستاذ محمود محمد طه

على شرف مئوية الأستاذ محمود محمد طه

من تاريخ الحزب الجمهوري السوداني (3)


محمد محمد الأمين عبد الرازق

إن الثبات على المبدأ والإصرار على التزام الحق في أوقات الشدة، من أصعب المواقف على النفوس، ولا يتحقق بهذه القيمة إلا من ارتفع إلى مستوى بذل النفس في سبيل الله من أجل إرساء قيم الإنسانية والحرية.. لقد رصدنا في الحلقة السابقة الصراع الأسطوري للأستاذ محمود من أجل المبادئ، والدفعة التي أحدثتها في نفوس السودانيين، من خلال البرقيات التي وصلت إلى الحزب الجمهوري.. والآن نتابع نشاط الحزب والمنشورات التي أصدرها في أحداث الحركة الوطنية..

المنشور الثالث


أصدر الحزب هذا المنشور في مواجهة الأحزاب تحت عنوان: (يا جماعة الأشقاء ويا جماعة الأمة).. ولما كان لابد من توصيل المنشور إلى رؤساء الأحزاب وجماهيرها، فقد توجه رئيس الحزب محمود محمد طه والعضو محمد فضل الصديق إلى دار حزب الأمة حيث يقام لقاء جماهيري حاشد في وجود راعى الحزب السيد عبد الرحمن المهدي.. صعد محمد فضل إلى المنصة، فأزاحه الأنصار عنها بالقوة.. تكرر هذا المشهد مرة ثانية.. بعدها أقبل السيد عبد الله عبد الرحمن نقد الله القيادى بحزب الأمة نحو الأستاذ محمود قائلاً: دا شنو يا محمود البيحصل دا؟ فأجابه الأستاذ: نحن عندنا منشور عايزين نلقيه على حزبكم.. رد نقد الله: جميل.. لكن على شرط أن تلقيه أنت بنفسك.. عقب الأستاذ: كلام شرف؟ أجاب نقد الله: نعم نعم.. وبالفعل ألفي المنشور مفصلاً، وقد تحركت جماهير الأنصار لإبعاد الأستاذ عن المنصة، عندما سمعت عبارات المنشور الشديدة، إلا أن السيد عبد الله خليل وقف وثبتهم وطالبهم بالهدوء.. فإلى نص المنشور:-
يا جماعة الأشقاء ويا جماعة الأمة..
أيها القاسمون البلاد باسم الخدمة الوطنية..
أيها القادحون قادحات الإحن فيما بين أبناء الأمة!!
أيها المذكون ثائرات الشر والتفرقة والقطيعة..
أيها المرددون النغمة المشئومة - نغمة الطائفية البغيضة.. إنكم لتوقرون أمتكم وقرا يئودها!!
يا هؤلاء وهؤلاء: أنتم تتمسّحون بأعتاب المصريين، ولا تقوون على أعمال الرجال الأشداء.. وأنتم تتمسّحون بأعتاب الإنجليز لأنكم صورتم المجد في أخلادكم صوراً شوهاء..
أنتم تريدون السلامة وانتم تريدون الملك.. أنتم تضيعون البلاد لما تجبنون وانتم تضيعون البلاد لما تطمعون.. أنتم تستغلون سيداً لا يعرف ما تريدون، وأنتم يستغلكم سيد يعرف ما يريد، والبلاد بينكم أنتم وانتم على شفا مهواة ومهانة.. فليلطف الله ببلاد لا يخدم نهضتها إلا صغار الموظفين أو كبار الموظفين.. وليتدارك الله ديناً باسمه يحيا أناس في برد العيش وقرار النعمة ورخاء الدعة وباسمه هم لأبنائه يكيدون..
يا هؤلاء وهؤلاء: إن الله لواحد، وان الدين لواحد، وإن الوطن لواحد، ففيم تقيمون على هذا النحو المزري؟؟
يا هؤلاء وهؤلاء: لأنتم أشأم على هذه البلاد من كل شؤم وشؤم.. يا هؤلاء كونوا ليوثاً غضاباً أو فكونوا قردة خاسئين، وارحموا شباب هذا الوادي المسكين، فقد أوسعتموه غثاثة وحقارا وهوانا.. أيها السادرون من هؤلاء وهؤلاء: لا تحسبن أن الكيد لهذه الأمة مأمون العواقب، كلا، فلتشهدن يوماً تجف لبهتة سؤاله أسلات الألسن، يوماً يرجف كل قلب ويرعب كل فريصة..
الحزب الجمهوري 1945م


المنشور الرابع: حول وثيقة الأحزاب


لقد جرت محاولات للتوفيق بين الأحزاب الاتحادية والاستقلالية.. وقد نجحت هذه المحاولات في أن تتفق أحزاب المؤتمر المختلفة على صيغة موحدة سميت (الوثيقة) وقد نصت على قيام حكومة ديمقراطية حرة في (اتحاد مع مصر وتحالف مع بريطانيا) وقد أصدر الحزب الجمهوري منشوراً في 9/11/1945م بتوقيع سكرتيره عبد القادر المرضي حول (موقف الحزب الجمهوري من مؤتمر الخريجين ووثيقة الأحزاب) نعي فيه على المؤتمر أن تكون عضويته قاصرة على الخريجين دون سائر السودانيين، وأشار إلى أن العضوية في الحزب الجمهوري لكل سوداني بلغ سن الثامنة عشرة ولكل مواطن ولد بالسودان أو كانت إقامته فيه لا تقل عن عشرة سنوات لم يبارح خلالها السودان، لذا فإن الحزب الجمهوري لا يعمل في إطار المؤتمر، وإذا فتح المؤتمر أبوابه لكل سوداني فيمكن للحزب أن يعيد النظر في موقف منه.. على أن الحزب سوف يتعاون مع أي هيئة بشرط ألا يكون هذا التعاون مقيداً بضرب من ضروب التبعية.. وعن وثيقة الأحزاب يقول المنشور: -
هذا، وموقفنا من وثيقة الأحزاب يتلخص في أننا من جانبنا لا نقرها لأنها تختلف في جوهرها اختلافا واضحاً عن دستورنا، على أننا لا نفهم لماذا نتقيد بإتحاد وتحالف، فنضع بذلك حق البلاد الطبيعي في الحرية موضع المساومة، بأن ندفع ثمن الحرية إتحادا مع هذا أو تحالفا مع ذاك!!..

وقد بين الحزب ما يراه حول العلاقة بين مصر والسودان، فأوضح أن العلاقات بين مصر والسودان علاقات وثيقة، وأنها كانت كذلك لأنها علاقات طبيعية، ولن يكون في مصلحة أي من القطرين أن تضعف هذه العلاقات على وجه من الوجوه.. والحزب الجمهوري يخشي على هذه العلاقات من أبناء القطرين أضعاف ما يخشي عليها من الأعداء.. وهو يرجو أن يقلع أبناء القطرين عن معالجة أمورهم بعواطفهم ومخاوفهم ورغباتهم، وأن يستقبلوا أمورنا بعيون تقوى على النور وتزن، وتقدر، فتحسن التقدير.. ثم ذهب البيان يندد بشرور الاستعمار الانجليزي وعمله على توهين ثقتنا في أنفسنا ويواصل المنشور:
إن الحزب الجمهوري ليؤمن بالسودان أيمانا لا حد له، وانه ليريد له استقلالاً كاملاً شاملاً عن ربقة الاستعمار، وإنه لينكر أشد الإنكار زعم الذين يزعمون هنا وهناك، أن الدعوة إلى الاستقلال تبيت أمراً للعلاقات التي تربط بين مصر والسودان.. فالدعوة للاستقلال حق طبيعي من حقوق هذه البلاد وهي ينبغي أن تسر مصر لا أن تسوءها، وينبغي أن تساعدها مصر بكل سبيل لا أن تعقد لها بكل سبيل، فلأن يكون السودان حراً قوياً مستقلاً أفضل لمصر، وأعود بالخير، على تلك العلاقات من أن يكون مستعمراً مستهاناً ..

ثم يذهب البيان ليحدد مطلب الحزب الجمهوري في الجلاء التام:
جلاء الانجليز والمصريين على السواء، وليس شئ يثنيه عن ذلك، وسيكون على مصر أن ترعي الصداقة اليوم وسيكون على السودان أن يرعاها غداً، والذين يشترطون في استقلالنا اتحاد مع مصر يريدون الخير ولكنهم يجهلون وجهه وسيكون عذرهم عند الخيبة عذر كل جاهل – حسن النية – ذلك عذر قليل الغناء
الحزب الجمهوري


المنشور الخامس


حول الموقف من وفد الأحزاب والمؤتمر إلى مصر..
لقد جرت في القاهرة في مارس 1946م المفاوضات الانجليزية المصرية حول السودان.. وقد قرر مؤتمر الخريجين والأحزاب إرسال وفد مشترك لمراقبة المفاوضات.. وكان الأساس الذي اتفق عليه الوفد هو (الوثيقة) التي أشرنا إليها، وبينا موقف الجمهوريين منها.. وقد أخرج الحزب الجمهوري منشوراً يبين رأى الحزب في قرار المؤتمر ووثيقة الأحزاب في 17 مارس 1946م.. وقد رأي الحزب ألا يذيع المنشور على الشعب في ذلك الوقت، خوفاً من أن يستغله الانجليز ضد الوفد، فاكتفي بأن سلم صورة من المنشور للأستاذين إسماعيل الأزهري وعبد الماجد أحمد.. فيما بعد وضح ضعف الوفد، ومساومته، وخضوعه للضغوط المصرية، فأذاع الجمهوريون منشورهم على الشعب وقد كان المنشور كما يلي:-
رأي الحزب الجمهوري في قرار المؤتمر ووثيقة الأحزاب
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى المؤتمر والأحزاب:
1/ قرار المؤتمر أو وثيقة الأحزاب لا حظ لأيهما من الفهم السياسي المستنير وهما بذلك سيكونان أسوأ دعاية للسياسي السوداني في فهمه لقضية بلاده..
2/ سواء كان الوفد من صفوف المؤتمر فحسب أو من المؤتمر والأحزاب جميعها، وسواء كان المبدأ الذي يبغي الوفد تحقيقه صحيحاً أم خاطئاً، فإن طريقة سفر الوفد تسللاً، من غير أن يستكره الحكومة على احترام كلمته والاعتراف به جبن وخطأ، وسيعرضان قضية البلاد للسخرية من خصومها في الخارج، ولفقدان الثقة من أهلها في الداخل..
3/ قضيتنا قضية حرية، ولا سبيل إلى كسبها إلا بإثارة الشعب حولها بالدعوة الجريئة السافرة، وأولي الخطوات لتوحيد البلاد، هي فتح الجنوب على مصراعيه، واستكراه الحكومة على احترام الحريات العامة – حرية الكتابة وحرية الكلام وحرية التنقل – فعلا لا قولاً.
4/ نحن موقنون أنكم تطلبون الخير ولكنكم تجهلون أصل القضية، ولهذا رأينا أن نتصدى لنصيحتكم إذ أننا لو كنا نتهمكم بسوء القصد (الخيانة) لكان لنا معكم شأن آخر..
5/ وليس الخائن لدينا من يفهم مقصد السبيل ثم يحيد فقط وإنما الخائن أيضاً الجاهل الذي تأخذه العزة بالإثم - وقد أعذر من أنذر..
الحـزب الجمهوري
14 / ربيع الآخر 1365 هـ
17 مارس 1946م

وقد نزل الوفد بالفنادق المصرية، على حساب الحكومة المصرية وقوبل استقبالاً فاتراً من قبل الساسة المصريين، والصحافة المصرية.. وتعرض لكثير من الإغراء وللدعاية المصرية المكثفة.. فأخذ الوفد يلين وينحرف عن اتجاه (الوثيقة) على ضعفها.. وكان الجمهوريون يتابعون أخبار الوفد ويصدرون المنشورات حول مواقفه وأقوال زعمائه، وينددون بمحاولات الوفد أرضاء المصريين وتنكره لما تم الاتفاق عليه، ووصفوه بأنه وفد هزيل، وطالبوا بعودته حتي يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من كرامة قضية البلاد، ومن سمعة السياسي السوداني وحتي ينصرف الناس إلى توجيه القضية توجيها يتسم بميسم الحذق والفهم الدقيق.

المنشور السادس


ومن منشورات الجمهوريين حول الوفد أيضاً منشور صدر تحت عنوان (أما الآن.. فلا.. إلى المؤتمر والأحزاب) هذا نصه:-
لقد أطلعناكم على رأينا في مبادئكم وأساليبكم قبل سفر مندوبيكم، ولم نرفع صوتنا بذلك الرأي – كما هو حقنا وواجب الأمة علينا - لأننا نكره أن يستغل الاستعمار صوتنا ضدكم.. أما الآن وقد بدل أعضاء وفدكم قولاً غير الذي قيل لهم، واستجدّوا أمرا غير الأمر الذي اتفقوا عليه بيننا، رضوخاً لسطوة الساسة المصريين، فإنا نرى السكوت عقوقاً لهذه الأمة لا يدانيه عقوق.. إن للوفد خطة رسمها، ودستورا وضعه.. هذا الدستور هو المطلب الأساسي وهو جلاء شامل كامل من وادي النيل، ثم يأتي بعد ذلك مطلب آخر وهو تنظيم العلاقة بين الشمال والجنوب وفق وحدة تجمع مابين الأخوين المقيمين على ضاف النيل..أما بيان رئيس وفدكم الذي نشرته الصحف المحلية أمس واليوم هو بعينه مطلب الساسة المصريين.. وتدل القرائن كلها هنا على أنكم لا تستنكرون تصرف ممثليكم وضعفهم وانقيادهم، ولا تعترضون على هذا الوضع الجديد الذي انساقوا إليه انسياقاً، والذي سيجر البلاد إلى خراب محقق.. وهذا الجلاء التام مبدأ لا خيار عليه وهو مبدؤنا نحن، ولكنه جلاء المستعمر الانجليزي والمصري على السواء.. فليست قضيتنا تقوم على استبدال سيد بسيد.. وأما وحدة وادي النيل فمؤامرة خبيثة أملتها مطامع السياسة المصرية، لم يقو مندوبيكم على النهوض لها، ومواجهتها.. ونحن لاجئون لرفع صوتنا ضد هذه الألاعيب ما لم نستلم منكم في ظرف 48 ساعة ما يفيد بأنكم اتصلتم بمندوبيكم هؤلاء وأقنعتموهم بتعديل موقفهم هذا الأخير.
أمين محمد صديق – سكرتير الحزب الجمهوري 12/4/1946م

وكرد على هذا المنشور وردت الحزب الجمهوري خطابات من السيد عبد الله خليل سكرتير عام حزب الأمة، ومن السيد زين العــابدين العوض عن السكرتير العام لحزب الأمة، ومن محمود الفضلي سكرتير مؤتمر الخريجين العام يحاولون فيها توضيح موقفهم.. وقد حرك الحزب الجمهوري أعضاءه وطلاب المدارس العليا، وبعض الفئات الأخرى إلى مؤتمر الخريجين يطالبون برجوع الوفد السوداني.. وقد رجع بعض أعضاء الوفد ليحصلوا على موافقة زعماء الأحزاب على المطالب المصرية.. وقد رفضت زعامة حزب الأمة المطالب المصرية واشتدت الدعاية المصرية، وحاولت الصحافة أن تشرخ حزب الأمة لتضعف موقفه، فأخذت تمجد شباب حزب الأمة، وتطلب منه الضغط على شيوخ الحزب ليوافقوا على المطالب المصرية حفاظاً على وحدة الأمة، إلا أن الشيوخ بقوا على ثباتهم.. في ذلك الوقت رأى الحزب الجمهوري أن يقوم بتوزيع خطابين كان قد بعث بهما إلى ممثلي دولتي الحكم الثنائي، وسط جماهير الطلاب والمواطنين الذين أثارتهم صحافة الاتحاديين ضد حزب الأمة.. وقد كان لإذاعة الخطابين أثر كبير في صرف الجماهير عن اتجاهات السياسة المصرية وفي تشجيع حزب الأمة للتمسك بموقفه.. وقد كان نص الخطابين كما يلي:-
صاحب الدولة رئيس الوزارة المصرية
صاحب الدولة رئيس وفد بريطانيا للمفاوضات المصرية
بواسطة سفير بريطانيا بمصر
بعد التحية
بالإشارة للمحادثات القائمة الآن بين دولتي بريطانيا ومصر لتعديل معاهدة سنة 1936م، يرى الحزب الجمهوري أن يسجل وجهة نظره أدناه:-
1/ من الحقائق المقررة أن السودان غير مصر، وان الشعب السوداني غير الشعب المصري، وان لكل من الشعبين تاريخ وتقاليد تختلف تمام الاختلاف، فكل دعوة بخلاف هذه لا تستقيم عمليا، وفيها افتراء على الحقيقة والتاريخ، يعتبره الحزب الجمهوري مؤامرة خبيثه على كيان هذه الأمة، ولن يقف أمامها مكتوف الأيدي.
2/ الحزب الجمهوري لن يتقيد بأي اتفاق يبرمه وفد الأحزاب السودانية الذي بالقاهرة الآن، مع أي جهة رسمية.
3/ المطالب التي يؤيدها الحزب الجمهوري هي:
الاستقلال التام الناجز – جلاء الانجليز والمصريين على السواء وقيام جمهورية ديمقراطية..
وتقبلوا فائق الاحترام
أمين محمد صديق – سكرتير الحزب الجمهوري

وقد انفصل ممثلو الأحزاب الاستقلالية من الوفد، وعادوا إلى السودان بعد أن أصر المصريون على عدم قبول أي حل دستوري لا ينص على وحده مصر والسودان الأبدية.. وقد أصدر الجمهوريون منشورات تخاطب المصريين ضمن ما جاء فيها قولهم:-
مصر للمصريين والسودان للسودانيين، وكل بلد شرقي فهو لأهله.. أيها المصريون – عودوا فنظموا منزلكم، وسنلتقي في مسالك الحياة المحتشدة وقد أضنانا الجهد، ومسنا اللغوب فنفئ إلى علائق العواطف النبيلة ويقول بعضنا لبعض: انتم قومنا، وعشيرتنا، وأهلنا الأدنون
..