لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))
أنظروا إلي مشارق الأرض ومغاربها ، وتأملوا في أعداد المحتفين بذكرى رحيل محمود محمد طه ، من لم تتح له فرصة المشاركة في أحد اللقاءات التي أنتظمت المدن من أقصى الدنيا إلي أدناها ، شارك عبر الأسافير في إحياء الذكرى . ما الذي فعله الرجل ، ليقابل بهذه الحفاوة ، وكل هذا التقدير ؟ ، هل هي أفكاره التي جعلت من يسلكون طريقه يجمعون بين القول والعمل في محبته ؟ ، أم هو موته البطولي ، الذي جعل أفئدة من الناس تهوي إليه ؟ ، أم للسببين معاً ، تقديراً للأفكار المدعومة بالموت ؟ ، إنها مسألة تستحق التوقف عندها مهما كان الرأى الآخر ، وإلا ، فمن من المفكرين و السياسيين السودانيين من يستعيد كثير من الناس ذكراه بتبجيل .
الموافق 9 ربيع الأول 1434 هـ
جريدة الصحافة | الصفحة الأخيرة