لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

قُلْتَ في صَحْوِكَ والكُلُّ نِيام!

فضيلي جماع


(في الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل سيد شهداء عصرنا : الأستاذ محمود محمد طه – في الخالدين)

-1-
قلْتَ في صحْوِكَ والكلُّ نِيامْ :
زمنٌ يخرُجُ من غفلتِكم .. فانتبِهوا
سوف يسعى الخوف من باب لبابْ
وينادي اللصُّ أنْ حيّ إلى الله
إلى فجر الثوابْ!
وإلى سطوتِها تمشي المنايا
تحصُدُ الأخضَرَ واليابسَ
يمشي العارُ بين الناسِ مزْهُوّاً
ويسْعَى الليلُ في ثوْبِ النّهارْ!
زمَنٌ يخرجُ من طِيبِ النّوايا
سرقوا أحلامَكُم فاحترِسوا
كلما نادَوْا إلى السِّلم
أسالوا دمَ خلْقِ اللهِ
في كلِّ الزّوايا !
-2-
قلْتَ في صحْوِكَ والكلُّ نِيامْ :
سوف يأتي زمنٌ يمرُقُ من سُتْرتِهِ
القاتلُ والدجّالُ والسّارِقُ والزّانِي
و يسعى اللصّ محمياً
بآيات الكتابْ
والفتاوى،
وبتحليل النصابْ!
كل من يخطف من أيدي المساكين
ومن زاد اليتامي
لقمة الجائع باسم الله
والشرع الحنيف
حينها فامشوا خفافا
وادفنوا الخوف
تروا الفجر ونور الشمس
في أطفالكم!
-3-
عشت يا محمود في تاريخنا
رمزاً ومعنى للفدا والكبرياء
كلما ضاقت بنا الأرزاء ضاءت
بسمة منك وشعت !
فتداعينا إلى الحرية الحمراء
نجلوها إلى أطفالنا مهراً
نضونا منك معنى
أن يكون المرء إنساناً
فيعطي الرّوح قرباناً
إذا عزّ النداءّ
-
فضيلي جمّاع
لندن في 18/يناير /2017