(الزمن اضطرنا لنوقف الحديث.. الكلام القيل طيب جدا .. أفتكر مؤتمرنا دا لابد أن يؤرخ تحول عملي فى موقف الجمهوريين.. زي ماقلنا قبل كدا: الناس سمعوا مننا كثير، الكلمة المقروءة، والمكتوبة.. نحن عشنا زمن كثير فى مجالات عاطفية: الإنشاد، والقرآن، والألحان الطيبة.. وجاء الوقت لتجسيد معارفنا، وأن نضع أنفسنا فى المحك ونسمو فى مدارج العبودية سمو جديد..
الصوفية سلفنا ونحن خلفهم.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء.. دى صورة غيركم ما يعقلها كثير..
الجدرى فى قرية التبيب تذكروها؟ كان فى كرنتينه فى القرية لا خروج ولا دخول.. الشيخ الرفيع ود الشيخ البشير أخو الشيخ السمانى مات بالجدرى فى القرية ..
شيخ مصطفى خال خديجه بت الشريف، هو صديقنا وبزورنا كثير قال: حصلت وفاة ومشيت أعزى.. مر على الشيخ الرفيع ، (أخو الشيخ السماني ، شيخ المقاديم الهسع بيعطروا ليكم حلقات الذكر ديل) .. قال لى بمشى معاك.. قال: مشينا سوا إيدو فى إيدى كان فيها سخانة شديدة.. وصلنا محل الفاتحة واحد قال ليهو يا الشيخ!! المرض دا ما كمَّل الناس!!؟؟
الشيخ الرفيع قال ليهو: المرض بينتهى، لكن بشيل ليهو زولاً طيب!!
قمنا من المجلس وصلنا البيت والسخانة كانت الجدرى، ومات الشيخ الرفيع ووقف الجدرى!!
السيد الحسن أيضا مات بوباء وانتهى الوباء..
وفى سنة 1915م الشيخ طه مات فى رفاعة بالسحائى، وكان مستطير بصورة كبيرة وما عندو علاج وما كان بينجو منو زول، الما يموت يتركو بى عاهة.. مات الشيخ طه بالسحائي والمرض انتهى..
الحكاية دى عند الصوفية مطَّردة ومتواترة، العلمانيين تصعب عليهم ..
انتو هسع لابد تفدوا الشعب السودانى من الذل، والمهانة الواقعة عليهو والجلد.. واحد من الأخوان لاحظ قال: القيمة من المسيرة أن تشاهدوا الجلد الواقع.. واحدة من الأخوات قالت : العسكرى شاب والمجلود شيخ كبير والقاضى واقف يستمتع!! وهى مسالة أحقاد، وضغائن، ونفوس ملتوية تتولى أمور الناس!!
قد تجلدوا..
ما تنتظروا تسيروا فى المسيرة وتحصل معجزة تنجيكم.. هى بتحصل لكن ما تنتظروها.. خلوا الله يجربكم ما تجربوا الله.. تعملوا الواجب العليكم، تنجلدوا ترضوا بالمهانة.. ومن هنا المحك البيهو بتكونوا قادة للشعب العملاق.. ويكون فى ذهنكم قول الله تعالى : (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) وآية ثانية: ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟ ألا أن نصر الله قريب.)..
ما أحب أن تصابوا بخيبة أمل من العقبات البتلاقيكم فى الطريق.. ويكون مؤكد الأمر النحن بنواجهو محتاجين ليهو فى الداخل.. كل أمر يساق ليكم يقويكم وهو عناية من الله ولطف..
لكن الناس يسوقوا أمرهم بالجد، وكل واحد يدخل فى مصالحة ورضا بالله.. تواجهوا أمركم لتفدوا شعبكم وبعضكم بعض لترتقوا درجات فى واجبكم وعبادتكم.. أمركم قريب ومعنيين بيهو.. انتم محفوظين.. لكن ماتفتكروا الطريق مفروش أمامكم بالورود!! استعدوا فى قيامكم بالواجب المباشر تكونوا دائمى النعمة وموضع نظر الله وعنايتو.. ثقوا بيهو.. إن شاء الله أمركم قريب والله ادخركم للأمر دا.. وانتم اليوم الغرباء بصورة كبيرة..
كل المجتمع السودانى فى كفة والجمهوريين فى كفة، الجمهوريين مطلوبين ، الناس الطالبنكم فداية ليكم، وظلماتكم نور.. أنتم موضع عناية، تقبلوا العناية، وسيروا راضيين بالله، بالصورة دى يكون ختام مؤتمرنا).. انتهى..