"راح يجي الوقت اللي يكون الإنسان يتصرف في ضربات قلبو، في تنفس رئتيهو، في رمش عينيهو.. يكون سيد جسدو - سيد مملكتو - الوكت داك الجسد ببقى في مرتبة روحانية .. التطور كلو راح يطلع في المرتبة دي، أنو العقل يكون هو السيد على الحياة كلها، حتى يمكنك أن تشكل جسدك بالصورة الإنت عايزها.. زي الملك.. هسع ممكن جبريل ينزل من صورة إلى صورة، يكون محسوس، زي ما بيجي في صورة دحية الكلبي، مثلا - أها دي قوة على التشكل .. الإنسان ماشي للصورة دي.. تطورو راح يكون مقدرة جسدية ليكون هو ملك المملكة".. "لكن لمن يجي يقول ليك في الجنة لهم ما يشاءون فيها.. أها مما تشاء أنت أن تكون قادر.. نحن هسع قادرين بغيرنا.. نحن قادرين بالعربية وقادرين بالطيارة.. لكن المقدرة الحقيقة أن نكون قادرين بأنفسنا ... نحن ماشين لي دي مؤكد.."
إلى الإنسانية!
بشرى.. وتحية.
بشرى ان الله ادخر لها من كمال حياة الفكر ، وحياة الشعور، ما لا عين رأت، ولا أدن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وتحية للرجل وهو يمتخض، اليوم، في أحشائها، وقد اشتد بها الطلق وتنفس صبح الميلاد."
"الإسلام عايد عما قريب بعون الله وبتوفيقه.. هو عايد، لأن القرآن لا يزال بكرا، لم يفض الأوائل من أختامه غير ختم الغلاف.. وهو عايد، لأن البشرية قد تهيأت له، بالحاجة إليه وبالطاقة به.. وهو سيعود نورا بلا نار، لأن ناره، بفضل الله ثم بفضل الاستعداد البشري المعاصر، قد أصبحت كنار إبراهيم بردا وسلاما.. إن العصر الذي نعيش فيه اليوم عصر مائي، وقد خلفنا وراءنا العصر الناري.. هو عصر مائي، لأنه عصر العلم.. العلم المادي المسيطر اليوم والعلم الديني - العلم بالله - الذي سيتوج ويوجه العلم المادي الحاضر غدا.. وفي عصر العلم تصان الحرية وتحقن الدماء وتنصب موازين القيم الصحائح. البصيري إمام المديح يقول:
شيئان لا ينفي الضلال سواهما نور مفاض أو دم مسفوح وقد خلفنا وراءنا عهد الدم المسفوح، في معنى ما خلفنا العصر الناري، وأصبحنا نستقبل تباليج صبح النور المفاض.. بل إن هذا النور قد استعلن على القمم الشواهق من طلائع البشرية، ولن يلبث أن يغمر الأرض من جميع أقطارها.. وسيردد يومئذ، لسان الحال ولسان المقال، قول الكريم المتعال: ((الحمد لله الذي صدقنا وعده ، وأورثنا الأرض، نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين))."
"سيجئ وقت، قريبا، إن شاء الله، تكون فيه العفة، والصون، أمرا ثابتا في صدور النساء، والرجال .. ويكون جميع النساء، إلا امرأة واحدة، لدى كل رجل، كأنهن أخواته، أو أمه .. فلا تتحرك فيه رغبة جنسية لإحداهن، على الإطلاق .. ومثل هذا يقال عن المرأة بين الرجال، إلا رجلا واحدا، هو زوجها .. فكأن التحريم الشرعي اليوم في الدوائر المحرمة هو مقدمة لتلك الحالة التي يصحب مجيئها مجيء الموعود الذي سيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .. وحالة العفة هذه هي من ضمن العدل الذي ستملأ به الأرض يومئذ .."
"نحن نبشر بعالم جديد، وندعو إلى سبيل تحقيقه، ونزعم أنَّا نعرف ذلك السبيل معرفة عملية.. أما ذلك العالم الجديد، فهو عالم يسكنه رجال ونساء أحرار، قد برئت صدورهم من الغل والحقد، وسلمت عقولهم من السخف والخرافات.. فهم في جميع أقطار هذا الكوكب متآخون، متسالمون، متحابون.. قد وظفوا أنفسهم لخلق الجمال في أنفسهم، وفي ما حولهم من الأشياء.. فأصبحوا بذلك سادة هذا الكوكب.. تسمو بهم الحياة فيه سمتا فوق سمت، حتى تصبح وكأنها الروضة المونقة.. تتفتح كل يوم عن جديد من الزهر، وجديد من الثمر".