الخاتمة
أما بعد،
فهذه طائفة لتناقضات ومفارقات الإخوان المسلمين للشريعة، وللدين، قدّمناها، في هذا الكتاب لنفصل، فصلا قاطعا، لا لبس فيه، ولا غموض، ولا ريبة، بين الإسلام والإخوان المسلمين.. الإخوان المسلمون ليسوا على شيء من الإسلام، بل إنهم ليشكلون، في مجالي الفكرة، والممارسة، تناقضا حادا مع الإسلام .... ونحن كدعاة الى البعث الاسلامي إنما نسعى، ونحن نبسط فكرتنا عن هذا البعث الى تسليط الضوء على زيف الدعوة الدينية التي يحملها الإخوان المسلمون، مما يشكلون به عقبة امام هذا البعث..
ونحب أن يتبّصر أفراد هذا الشعب هذه التناقضات، والمفارقات، الصريحة للإسلام التي يتورط فيها هذا التنظيم، حتى لا تجوز عليهم دعاويه الدينية، وهو يعمل، اليوم، وفق خطة مرسومة، لاحتوائهم إليه، وتكتيلهم حوله، بإثارة العاطفة الدينية لدى بسطائهم، وفرض الإرهاب الديني على أحرارهم!!
إن محبتكم للإسلام يجب أن تجعلكم حريصين عليه، أشد الحرص، حتى لا تضلّلوا، باسمه، لخدمة المصالح السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين في إحراز السلطة ... إن محبتكم للإسلام يجب أن تجعلكم ضنينين به على أن يصبح نهبا للتشويه، والمسخ، على يدي تنظيم الإخوان المسلمين، ومطية، عندهم، إلى الحكم!!
الإخوان المسلمون والإسلام نقيضان!! فقد استباح الإخوان المسلمون دماء المسلمين، وممتلكات المسلمين، في مصر، وفى السودان ... ثم إنهم، وعلى لسان مرشدهم العام، إنما يزيفون الشريعة، أبشع تزييف، فيستهترون بأمر الدين، أشنع استهتار!! راقبوهم!! هل هم يحكّمون هذه الشريعة على حيواتهم، ويطبقونها في أنفسهم؟؟ هل هم اليوم، وهم يشاركون في السلطة التي ناصبوها الحرب، يحكمون بالشريعة الإسلامية؟؟ وما هي الواجبات الدينية (الشرعية) التي يتقاضى الترابي عليها مرتبه، ويتمتع بمخصصاته؟؟
وتنظيم الإخوان المسلمين أخطر من خطر الطائفية التقليدية.. فالطائفية التقليدية بادية البطلان، وبطلانها لا يجوز على المستنيرين من المواطنين ... ثم هي إنما تبسط نفوذها في مناطق الريف المتخلفة...
أما هذا التنظيم فشديد التضليل عن مفارقته الدينية بدعواه العريضة إلى (تحكيم الشريعة)، وهو، بعد، يتمتع بخصاص التنظيم التي تمكّنه من التغلغل إلى الاتحادات والنقابات، العمالية، والطلابية، والمهنية – كما تمكّنه من التغلغل الى المؤسسات الدينية، كالمساجد، والنشاطات الثقافية، والرياضية، والعلمية!! أكثر من ذلك!! فهو، بهذه الخصائص التنظيمية، إنما يستطيع احتواء مؤسسات النظام السياسية، والدستورية، جميعا!!
ومرشده العام، اليوم، مساعد الأمين للإعلام والشئون الخارجية حيث يمكن احتواء اجهزة الإعلام في الداخل، والاتصال التنظيمي بالخارج!! كما هو المشرف السياسي لمديرية من المديريات ذات الجماهير المحبة للدين، هي مديرية جنوب دارفور، والتي يمكن ان يلعب تنظيمه دورا فعّالا في التأثير عليها، لاحتوائها، باسم الدين.
هذا!! وإذا راجعنا (خطة العمل العام 78/1979) التي يتبناها تنظيم الإخوان المسلمين، كما عرضناها في بداية هذا الكتاب، لأدركنا الخطورة الماثلة من التهاون، أو الغفلة في التعامل مع هذا التنظيم الذي مرد على السعي الى السلطة بصورة جعلته يرتضى أن يموّل ويسلّح من دولة ذات تبعية للنفوذ الشيوعي السوفيتي في المنطقة العربية، والمنطقة الأفريقية، وأن يتخذ أراضي تلك الدولة (ليبيا) معسكرات لتدريبه، ومنطلقات لغزو البلاد، وقتل المسلمين فيها، من العسكريين، والمدنيين، وتهديد حياة رئيسها، وأعوانه، بالموت!!
ميّز أيها الشعب بين الإسلام والإخوان المسلمين، وتنبّه إلى محاولات اعضائه لاحتوائك وانت تباشر مسئولياتك الوطنية، أو تمارس نشاطاتك النقابية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو الرياضية، أو الفنية ....
وهم، على أي حال، بإذن الله، مخذولون ... ذلك (إن الله لا يحب الخائنين)
الإخوان الجمهوريون
أم درمان ص ب 1151
تلفون 56912
