لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

مفارقة الإخوان المسلمين
للشريعة والدين

الترابي لا يتحرى الصدق فيما يقول


وأخيرا نعرض لثلاث من صور الكذب الذي يتورط فيه الترابي، وهو يداهن النظام، ليحتويه، ويتسلق الى مناصبه...
1) يقول الترابي عن الاشتراكية في محاضرته بجامعة الخرطوم في ديسمبر 1977: (الاشتراكية أصبحت كلمة حمّالة في معناها ويمكن أن تنتهي في الآخر إلى شعار لا يعني أكثر من أن تقوم عدالة اجتماعية ويمكن أن تصف بها نظام الاقتصاد البريطاني مثلا أو تصف بها نظام الاقتصاد الهندي أو تصف بها النظام الاقتصادي السوداني مثلا)!! فالاشتراكية، عند الترابي، ليست ذات معنى محدد وإنما هي (حمّالة في معناها)!! وذلك بحيث يمكن أن نصف نظام الاقتصاد، في كل من بريطانيا، والهند بأنه اشتراكي!! مع أن من له أدنى معرفة بالاقتصاد لا يتردد في تصنيفهما كدولتين رأسماليتين!! ولكن الترابي يرجع ليقول في كلمة بجريدة الأيام يوم 23/12/1977: (وقد كانت الاشتراكية، قبلا، شعارا برّاقا في الدعاية الحزبية، ولكنها بعد مايو اصبحت حقيقة في السياسة) مع أنه لا يعرف معنى محددا للاشتراكية ... ومع أن مفكره سيد قطب قد قال (لم استسغ حديث من يتحدثون عن (اشتراكية الإسلام)، و(ديمقراطية الإسلام)!! العدالة الاجتماعية في الإسلام صفحة 97.
2) ويشترك تنظيم الإخوان المسلمين في كل المواجهات الدموية التي وقفتها الطائفية ضد نظام مايو بدء بأحداث الجزيرة أبا حتى الغزو الأجنبي الأخير.. ومع ذلك يقول الترابي في جريدة الأيام يوم 23/12/1977: (ومهما يكن من سياسات اتخذتها مايو ازاء الطائفية فقد انكسرت اليوم شوكتها، وتهيأت حركة، وسياسة حديثة، نحو الإسلام، مبرأة من الجمود والقيود تتجه نحو المستقبل وتنفتح للأمة الموحدة)!! لماذا إذن وقف الترابي ضد عمل مايو لكسر شوكة الطائفية؟؟ لماذا كان حليفا للطائفية ضد نظام مايو، في كل معاركها، وهو سيء الرأي في الطائفية بهذه الصورة؟؟ الترابي، هنا، إنما يكذب على الشعب، وعلى السلطة.. كذبة لا تجوز ولا تنطلي عليها!!
3) والترابي يقول في محاضرته بجامعة الخرطوم في ديسمبر 1977، بعد أن عدّد المراحل التي تسبق تطبيق قانون حظر الخمور: (فبيننا وبين قيام الدين الأتم أكثر من عامين)!! هكذا يكذب الترابي على الله، وعلى الشعب، وعلى السلطة!! بقي أكثر من عامين لقيام الدين الأتم!! وماذا يعنى بالدين الأتم؟؟ إنه إنما يعنى دعوة الإخوان المسلمين، هذه الصورة المشوّهة، الممسوخة للدين، التي يستغلونها في الوصول الى السلطة، عن طريق فرض الإرهاب الديني، وإثارة العاطفة الدينية!!