إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

التعليم

بسم الله الرحمن الرحيم
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى..)
صدق الله العظيم


مقدمة الطبعة الثانية:


كنا قد بينا في مقدمة الطبعة الثانية لكتابنا الأول عن عام الطفل العالمي، كيف أنه كان لنا شرف السبق، والمبادرة، في الأهتمام بقضايا الطفولة.. وقد بينّا في تلك المقدمة، الظروف، والملابسات، التي جعلتنا نرجيء نشاطنا في معالجة قضايا الطفولة والذي بدأ في عام 1976، باصدار كتابين عن عن الطفل.. وذلك حتى تسير جهودنا، في اتساق وتوافق، مع هيئة الأمم المتحدة التي جعلت عام 1979، عاما الطفل العالمي..
وقد أصدرنا في يناير من هذا العام، كتابنا الأول عن الطفل في طبعته الثانية، دون تعديل.. وها نحن نصدر كتابنا الثاني، في طبعته الثانية دون تعديل أيضا.. وهو كتاب بتناول قضايا التربية، والتعليم.. وهي بالطبع من أهم القضايا المتعلقة بالطفولة..
ويلاحظ أننا في كتابنا هذا، قد ذهب بنا الحديث عن قضايا التربية والتعليم، الى تناول المراحل التي تصل حتى التعليم الجامعي، هذا مع أن موضوعنا الأساسي هو عن الطفولة!
ويرجع السبب في ذلك الى أن مرحلة الشباب هي أمتداد طبيعي لمرحلة الطفولة، ومتأثرة بها أشد التأثر.. وقد وعدنا منذ البداية، في كتابنا الأول، بأن نمدد أحتفالنا بعام الطفل العالمي، حتى يتناول قضايا الشباب، الى جانب قضايا الطفولة، فقد جآء في ذلك الكتاب: (وقضايا الطفولة، مرتبطة، بقضايا المرحلة التي تليها، مرحلة الشباب، ولذلك، سوف نمدد أحتفالنا، بعام الطفل العالمي ليشمل قضايا الشباب عامة، والطلاب خاصة..)
ثم إن كثيرا من علماء النفس المحدثين، يلفتون النظر الى ظاهرة طول فترة طفولة الفرد البشري، بالمقارنة مع طفولة الحيوانات الأخرى ويشيرون الى دلالة هذه الظاهرة، وما يترتب عليها، خصوصا فيما يتعلق بالاعتماد على الوالدين.. ومن علماء النفس وعلماء التربية، من يقسم مراحل نمو الفرد البشري الى مرحلتين أساسيتين، كل مرحلة منهما تنقسم الى مراحل.. وهاتان المرحلتان هما: مرحلة الطفولة، ومرحلة النضج والرشد، ويحددهما النمو البايولوجي، والعقلي، والنفسي، والعاطفي والنمو في هذه المجالات، يرتبط أرتباطا كبيرا – في الحالات الطبيعية – بالعمر الزمني، مع أعتبار وجود الفوارق الفردية.. ومن علماء التربية والنفس، من يعتبر، أن سن الطفولة، حسب هذا التقسيم العريض تنتهي في سن الثامنة عشر، بل وبعضهم يذهب أبعد من ذلك، فيقرر أنها تستمر حتى سن الرابعة والعشرين أو الخامسة والعشرين.. فها هو مثلا آرنولد جزل، وهو من أكبر العلماء المتخصصين في دراسة الطفولة يقول: (إن فترة الطفولة البشرية تمتد من الناحية البايولوجية من ساعة الصفر عند الولادة الى حوالي الخامسة والعشرين من العمر، فنمو الإنسان يتطلب وقتا..) الجزء الأول من كتاب (الحضين والطفل في ثقافة اليوم) ترجمة عبد العزيز توفيق ص 24
ونحن لا نريد لهذه المقدمة أن تطول، ولذلك فلنترك القاريء الكريم، مع الكتاب، ليقف على رأينا، في التربية، وفي التعليم، وكيف أننا نرى ضرورة الرجوع الى الأصول، حتى يتم التخطيط لهما، بصورة سليمة، ومسددة.